في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

( وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ) . . فالذين يخافون هم الذين يرون الآية ويدركونها وينتفعون بها . أما الآخرون فمطموسون لا يرون آيات الله . لا في الأرض ولا في أنفسهم ولا في أحداث التاريخ !

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

وقوله : { وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الألِيمَ } أي : جعلناها عبرة ، لما أنزلنا بهم من العذاب والنكال وحجارة السجيل ، وجعلنا {[27447]} محلتهم بحيرة منتنة خبيثة ، ففي ذلك عبرة للمؤمنين ، { لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الألِيمَ }


[27447]:- (2) في م، أ: "وجعل".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

وقوله : وَتَرَكْنا فِيها آيَةً للّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ الألِيمَ يقول : وتركنا في هذه القرية التي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آية ، وقال جلّ ثناؤه : وَتَرَكْنا فِيها آيَةً والمعنى : وتركناها آية لأنها التي ائتفكت بأهلها ، فهي الاَية ، وذلك كقول القائل : ترى في هذا الشيء عبرة وآية ومعناها : هذا الشيء آية وعبرة ، كما قال جلّ ثناؤه لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَآخْوَتِهِ آياتٌ للسّائِلِينَ وهم كانوا الاَيات وفعلهم ، ويعني بالاَية : العظة والعبرة ، للذين يخافون عذاب الله الأليم في الاَخرة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

المعنى : { وتركنا } في القرية المذكورة ، وهي سدوم أثراً من العذاب باقياً مؤرخاً لا يفنى ذكره فهو : { آية } أي علامة على قدرة الله وانتقامه من الكفرة . ويحتمل أن يكون . والمعنى : { وتركنا } في أمرها كما قال : { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين }{[10609]} [ يوسف : 7 ] وقال ابن جريج : ترك فيها حجراً منضوداً كثيراً جداً . و : { للذين يخافون العذاب } هم العارفون بالله تعالى .


[10609]:الآية (7) من سورة (يوسف).
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ} (37)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وتركنا فيها آية} يعني عبرة لمن بعدهم {للذين يخافون العذاب الأليم} يعني الوجيع...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَتَرَكْنا فِيها آيَةً للّذِينَ يَخَافُونَ العَذَابَ الألِيمَ "يقول: وتركنا في هذه القرية التي أخرجنا من كان فيها من المؤمنين آية، وقال جلّ ثناؤه: "وَتَرَكْنا فِيها آيَةً" والمعنى: وتركناها آية، لأنها التي ائتفكت بأهلها، فهي الآية، وذلك كقول القائل: ترى في هذا الشيء عبرة وآية، ومعناها: هذا الشيء آية وعبرة، كما قال جلّ ثناؤه "لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإخْوَتِهِ آياتٌ للسّائِلِينَ" وهم كانوا الآيات وفعلهم، ويعني بالآية: العظة والعبرة، للذين يخافون عذاب الله الأليم في الآخرة.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وتركنا فيها آية} أي تركنا في قريات لوط عليه السلام التي أهلكنا آية وعبرة لمن بعدهم، وهي ما ذكر في آية أخرى: {وإنكم لتمُرّون عليهم مصبحين} {وبالليل أفلا تعقلون} [الصافات: 137 و138] أي إنكم لتمرّون على أولئك الذين أهلكوا، وعُذّبوا، وبالليل والنهار؛ فتعلمون أنهم لمَ أُهلكوا؟ ولمَ عُذّبوا؟ بالتكذيب والعناد. والذين نجوا إنما نجوا بالتصديق والإسلام؛ وذلك آية لمن بعدهم.

وقوله تعالى: {للذين يخافون العذاب الأليم} أي يكون ذلك آية للذين يخافون العذاب الأليم، وهم المؤمنون أي هم المنتفعون بها...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"للذين يخافون العذاب الاليم " إنما خص الخائفين من العذاب الأليم بالآية لأنهم الذين يعتبرون بها وينتفعون بها.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{وتركنا} في القرية المذكورة، وهي سدوم أثراً من العذاب باقياً مؤرخاً لا يفنى ذكره فهو: {آية} أي علامة على قدرة الله وانتقامه من الكفرة.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

معنى {وتركنا فيها آية}: أن القرية بقيت خراباً لم تعمر، فكان ما فيها من آثار الخراب آية للذين يخافون عذاب الله...

أي تركنا في قصتهم. والترك حقيقته: مفارقة شخص شيئاً حصل معه في مكان ففارق ذلك المكان وأبقى منه ما كان معه... ويطلق على التسبب في إيجاد حالة تطول...

والترك في الآية: كناية عن إبقاء الشيء في موضع دون مفارقة التارك...

. و {الذين يخافون العذاب} هم المؤمنون بالبعث والجزاء من أهل الإِسلام وأهل الكتاب دون المشركين فإنهم لما لم ينتفعوا بدلالة مواقع الاستئصال على أسباب ذلك الاستئصال نُزلت دلالة آيتِه بالنسبة إليهم منزلةَ ما ليس بآية كما قال تعالى: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} [ق: 45].