في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَيَسۡتَخۡلِفُ رَبِّي قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ} (57)

50

( فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ) . .

فأديت واجبي لله ، ونفضت يدي من أمركم لتواجهوا قوة الله سبحانه :

( ويستخلف ربي قوما غيركم ) . .

يليقون بتلقي دعوته ويستقيمون على هدايته بعد إهلاككم ببغيكم وظلمكم وانحرافكم .

( ولا تضرونه شيئا ) . .

فما لكم به من قوة ، وذهابكم لا يترك في كونه فراغا ولا نقصا . .

( إن ربي على كل شيء حفيظ ) . .

يحفظ دينه وأولياءه وسننه من الأذى والضياع ، ويقوم عليكم فلا تفلتون ولا تعجزونه هربا !

وكانت هي الكلمة الفاصلة . وانتهى الجدل والكلام . ليحق الوعيد والإنذار :

/خ60

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَيَسۡتَخۡلِفُ رَبِّي قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ} (57)

يقول لهم [ رسولهم ]{[14694]} هود : فإن تولوا عما جئتكم به من عبادة الله ربكم وحده لا شريك له ، فقد قامت عليكم الحجة بإبلاغي إياكم رسالة الله التي بعثني بها ، { وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ } {[14695]} يعبدونه وحده لا يشركون به [ شيئًا ]{[14696]} ولا يبالي بكم : فإنكم لا تضرونه بكفركم بل{[14697]} يعود وَبَال ذلك عليكم ، { إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } أي : شاهد وحافظ لأقوال عباده وأفعالهم ويجزيهم{[14698]} عليها إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .


[14694]:- زيادة من ت ، أ.
[14695]:- في ت ، أ : "الله" وهو خطأ.
[14696]:- زيادة من ت ، أ.
[14697]:- في ت ، أ : "وكفركم وإنما".
[14698]:- في ت : "وتجزيهم".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَيَسۡتَخۡلِفُ رَبِّي قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ} (57)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَإِن تَوَلّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مّآ أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرّونَهُ شَيْئاً إِنّ رَبّي عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هود لقومه : فإنْ تَوَلّوْا يقول : فإن أدبروا معرضين عما أدعوهم إليه من توحيد الله وترك عبادة الأوثان ، فَقَدْ أبْلَغْتُكُمْ أيها القوم ما أُرْسِلْتُ بِه إلَيْكُمْ وما على الرسول إلا البلاغ . وَيَسْتَخْلِفُ رَبي قَوْما غَيْرَكُمْ يهلككم ربي ، ثم يستبدل ربي منكم قوما غيركم يوحدونه ويخلصون له العبادة . وَلا تَضُرّونَهُ شَيْئا يقول : ولا تقدرون له على ضر إذا أراد إهلاككم أو أهلككم . وقد قيل : لا يضرّه هلاككم إذا أهلككم لا تنقصونه شيئا ، لأنه سواء عنده كنتم أو لم تكونوا . إنّ رَبّي على كُلّ شَيْءٍ حَفِيظٌ يقول : إن ربي على جميع خلقه ذو حفظ وعلم ، يقول : هو الذي يحفظني من أن تنالوني بسوء .