وقوله تعالى : ( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ) يحتمل على الإضمار ؛ أي فإن تولوا عن إجابتك وطاعتك [ فقل : قد أبلغتكم ][ في الأصل : فقال : قد أبلغتك ، في م : فقل قد أبلغتك ] رسالات ربي لأن قوله : ( فإن تولوا ) إنما هو خبر ، وقوله : ( فقد أبلغتكم ) خطاب . وأمكن أن يكونا جميعا على الخطاب ؛ يقول : فإن توليتم عن إجابتي في ما أدعوكم إليه ( فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ) وليس علي إلا تبليغ الرسالة إليكم كقوله : ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين )[ النور : 54 ] وكقوله : ( إن عليك إلا البلاغ )[ الشورى : 48 ] يقول : إنما علي إبلاغ الرسالة إليكم ، ليس علي جرم توليكم عن إجابتي كقوله : ( فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم )[ النور : 54 ] ونحوه ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ ) خلفكم لأنهم كانوا يقولون : ( من أشد منا قوة )[ فصلت : 15 ] يقول ، والله أعلم : إن قوة أبدانكم وبطشكم ، لا يعجز الله عن إهلاككم . وفيه أن عادا ليسوا هم النهاية في العالم ، بل يكون بعدهم قوم غيرهم ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً ) [ يحتمل وجوها :
أحدها ][ في الأصل وم : أي ] : لا تضرونه بتوليتكم عن إجابتي وردكم رسالة الله إليكم ؛ ليس لملوك الأرض إذا تولى عنهم خدمهم وحشمهم ضرهم ذلك .
والثاني : ( ولا تضرونه ) كما يضر ملوك الأرض بالقتال والحرب بعضهم بعضا .
والثالث : ( وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً ) لأنه لا منفعة له[ أدرج بعدها في الأصل وم : فيه ] في ما يدعوكم حتى يضره ذلك ؛ إذ ليس يدعوكم إلى ما يدعو لحاجة نفسه ولا لمنفعة [ له ][ ساقطة من الأصل وم ] ، إنما يأمركم ، ويدعوكم لحاجة أنفسكم والمنفعة لكم .
والرابع[ في الأصل وم : ويحتمل ] : أن يكون ( وَلا تَضُرُّونَهُ شَيْئاً ) جواب قوله : ( فكيدوني جميعا )الآية[ هود : 55 ] .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] ( إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ) لا يخفى عليه شيء ، وإن لطف ، فكيف يخفى عليه أعمالكم وأحوالكم مع ظهورها وبُدُوِّها ؟ أو يقول : إن ربي على كل شيء حفيظ ، فيجزي عليه ؛ أي لا يذهب عنه شيء ، أي لا يفوته ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.