بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَيَسۡتَخۡلِفُ رَبِّي قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ} (57)

{ فَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني : تتولوا ، ومعناه ، إن أعرضتم عن الإيمان ، فلم تؤمنوا . وهذا كقوله : { هَآ أَنتُمْ هؤلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ الله فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ والله الغنى وَأَنتُمُ الفقرآء وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يكونوا أمثالكم } [ محمد : 38 ] . ثمّ قال : { فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ } يعني : إن تتولوا ، فأنا معذور ، لأني قد أبلغتكم الرسالة ، { وَيَسْتَخْلِفُ رَبّى قَوْمًا غَيْرَكُمْ } إن شاء . ويقال : قد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ، من التوحيد ، ونزول العذاب في الدنيا . { وَيَسْتَخْلِفُ رَبّى } بعد هلاككم { قَوْماً غَيْرَكُمْ } يعني : خيراً منكم وأطوع لله تعالى .

{ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا } يعني : إن لم تؤمنوا به ، فلا تنقصون من ملكه شيئاً . ويقال : إهلاككم لا ينقصه شيئاً { إِنَّ رَبّى على كُلّ شَىْء حَفِيظٌ } يعني : حافظاً ، ولا يغيب عنه شيء . ويقال : معناه : حفظ كل شيء عليه .