في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

57

ويجيب عليه - في رعاية - بتوجيه الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] إلى الصفح والإعراض ، وعدم الاحتفال والمبالاة . والشعور بالطمأنينة . ومواجهة الأمر بالسلام في القلب والسماحة والرضاء . وذلك مع التحذير الملفوف للمعرضين المعاندين ، مما ينتظرهم يوم ينكشف المستور :

( فاصفح عنهم ، وقل سلام . فسوف يعلمون ) . .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

{ فاصفح عنهم } فأعرض عنهم ، ولا تطمع في إيمامهم لشدة كفرهم وعناهم . { وقل سلام } أي أمري وشأني الآن متاركتكم بسلامتكم منى وسلامتي منكم والمراد به : الإعراض عنهم ، والكف عن مقابلتهم بالكلام . ثم هددوا بقوله تعالى : { فسوف يعلمون } عاقبة كفرهم وإصرارهم .

والله أعلم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

قوله تعالى : { فاصفح عنهم } أعرض عنهم ، { وقل سلام } معناه : المتاركة ، كقوله تعالى :{ سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين } ( القصص-55 ) ، { فسوف يعلمون } قرأ أهل المدينة والشام بالتاء ، والباقون بالياء ، قال مقاتل : نسختها آية السيف .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

{ فاصفح عنهم } أي أعرض عنهم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم { وقل سلام } أي سلامة لنا منكم { فسوف تعلمون } تهديد لهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

قال قتادة : أمر بالصفح عنهم ثم أمره بقتالهم ، فصار الصفح منسوخا بالسيف . ونحوه عن ابن عباس قال : " فاصفح عنهم " أعرض عنهم . " وقل سلام " أي معروفا ، أي قل المشركين أهل مكة " فسوف تعلمون " ثم نسخ هذا في سورة " التوبة " بقوله تعالى : " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " {[13710]} [ التوبة : 5 ] الآية . وقيل : هي محكمة لم تنسخ . وقراءة العامة " فسوف يعملون " ( بالباء ) على أنه خبر من الله تعالى لنبيه بالتهديد . وقرأ نافع وابن عامر " تعلمون " ( بالتاء ) على أنه من خطاب النبي صلى الله عليه وسلم المشركين بالتهديد . و " سلام " رفع بإضمار عليكم . قاله الفراء . ومعناه الأمر بتوديعهم بالسلام ، ولم يجعله تحية لهم . حكاه النقاش . وروى شعيب بن الحبحاب أنه عرفه بذلك كيف السلام عليهم ، والله أعلم .


[13710]:آية 5.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱصۡفَحۡ عَنۡهُمۡ وَقُلۡ سَلَٰمٞۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (89)

ولما كان هذا قولاً دالاً على غاية ما يكون من بلوغ الجهد ، تسبب عنه ما يسره بإيمانهم وبلوغهم الرتب العالية التي هي نتيجة ما كان مترجى لهم أول السورة ، وذلك كله ببركته صلى الله عليه وسلم في سياق ظاهره التهديد وباطنه - بالنسبة إلى علمه - البشارة بالتشديد فقال : { فاصفح عنهم } أي اعف عمن أعرض منهم صفحاً فلا تلتفت إليهم بغير التبليغ { وقل } أي لهم : { سلام } أي شأني الآن متاركتكم بسلامتكم مني وسلامتي منكم { فسوف يعلمون } بوعد لا خلف فيه ، فهذا ظاهره تهديد كبير ، وقراءة المدنيين وابن عامر بالخطاب أشد تهديداً ، وباطنه من التعبير بالصفح عنهم والسلام بشارة بأنهم يصيرون علماء فيفوقون الأمم في العلم بعد أن يفوقهم في العقل - بما أفهمه أول السورة - فيعلون الأمم في المشي على مناهيج العقل ، فللّه دره من آخر عانق الأول ، ومقطع رد إلى المطلع تنزل ، يا ناظم اللآلئ ! أين تذهب عن هذا البناء العالي ، وتغفل عن هذا الجوهر الرخص الغالي ، وتضل عن هذا الضياء اللامع المتلألىء ، ثم أعلاه فأنزله ، وأغلاه بدر المعاني وفضله .