في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ} (19)

وفي الختام تجيء الإشارة إلى قدم هذه الدعوة ، وعراقة منبتها ، وامتداد جذورها في شعاب الزمن ، وتوحد أصولها من وراء الزمان والمكان :

( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) . .

هذا الذي ورد في هذه السورة وهو يتضمن أصول العقيدة الكبرى . هذا الحق الأصيل العريق . هو الذي في الصحف الأولى . صحف إبراهيم وموسى .

ووحدة الحق ، ووحدة العقيدة ، هي الأمر الذي تقتضيه وحدة الجهة التي صدر عنها ، ووحدة المشيئة التي اقتضت بعثة الرسل إلى البشر . . إنه حق واحد ، يرجع إلى أصل واحد . تختلف جزئياته وتفصيلاته باختلاف الحاجات المتجددة ، والأطوار المتعاقبة . ولكنها تلتقي عند ذلك الأصل الواحد . الصادر من مصدر واحد . . من ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى . .

   
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ} (19)

{ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } اللذين هما أشرف المرسلين ، سوى{[1415]}  النبي محمد صلى الله وسلم عليه وسلم .

فهذه أوامر في كل شريعة ، لكونها عائدة إلى مصالح الدارين ، وهي مصالح في كل زمان ومكان .

تم تفسير سورة سبح ، ولله الحمد


[1415]:- في ب: بعد.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ} (19)

فقال :{ صحف إبراهيم وموسى } قال عكرمة والسدي : هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى .

ختام السورة:

أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنبأنا محمد بن أحمد بن معقل الميداني ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا سعيد بن كثير حدثنا يحيى بن أيوب ، عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بعدهما ب { سبح اسم ربك الأعلى } و{ قل يا أيها الكافرون } وفي الوتر ب { قل هو الله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } " .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ} (19)

{ صحف إبراهيم وموسى } يعني ما أنزل الله عليهما من الكتب

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ} (19)

" صحف إبراهيم وموسى " يعني الكتب المنزلة عليهما . ولم يرد أن هذه الألفاظ بعينها في تلك الصحف ، وإنما هو على المعنى ، أي إن معنى هذا الكلام وارد في تلك الصحف . وروى الآجري من حديث أبي ذر قال : قلت يا رسول اللّه ، فما كانت صحف إبراهيم ؟ قال : كانت أمثالا كلها : أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور ، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم . فإني لا أردها ولو كانت من فم كافر . وكان فيها أمثال : وعلى العاقل أن يكون له ثلاث{[15983]} ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، يفكر فيها في صنع{[15984]} اللّه عز وجل إليه ، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب . وعلى العاقل ألا يكون ظاعنا إلا في ثلاث : تزود لمعاد ، ومرمة لمعاش ، ولذة في غير محرم . وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه . ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعينه . قال : قلت يا رسول اللّه ، فما كانت صحف موسى ؟ قال : كانت عبرا كلها : عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ! وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب . وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها ! وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم هو لا يعمل ! . قال : قلت يا رسول اللّه ، فهل في أيدينا شيء مما كان في يديه إبراهيم وموسى ، مما أنزل اللّه عليك ؟ قال : نعم اقرأ يا أبا ذر : " قد أفلح من تزكى . وذكر اسم ربه فصلى . بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى . إن هذا لفي الصحف الأولى . صحف إبراهيم وموسى " . وذكر الحديث .


[15983]:زيادة من الدر المنثور.
[15984]:في الدر المنثور: "يحاسب فيها نفسه، ويتفكر فيها صنع . . . .".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ} (19)

ولما كان ذلك{[72980]} عاماً خص من بينه تعظيماً لقدر هذه الموعظة أعظم الأنبياء الأقدمين ، فقال مبدلاً مشيراً إلى الاستدلال بالتجربة : { صحف إبراهيم } قدمه لأن صحفه أقرب إلى الوعظ كما نطق به حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه { وموسى * } ختم به لأن الغالب على{[72981]} كتابه الأحكام ، والمواعظ فيه قليلة ، ومنها{[72982]} الزواجر البليغة كاللعن لمن خالف أوامر التوراة التي أعظمها البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والإخبار بأنهم{[72983]} يخالفونها كما هو{[72984]} مذكور في أواخرها مع أن ذكر النبيين عليهما الصلاة والسلام على الأصل في ترتيب الوجود والأفضلية ، وقد حث آخرها على التزكي{[72985]} وهو التطهر{[72986]} من الأدناس الذي هو معنى التنزه والتخلق بأخلاق الله بحسب الطاقة ، وكان في إتيانه والتذكير به إعلام بأن الله تعالى لم يهمل الخلق من{[72987]} البيان بعد أن خلقهم-{[72988]} لأنه لم يخلقهم سدى ، لأن ذلك من العبث{[72989]} الذي هو من أكبر النقائص وهو سبحانه منزه عن جميع شوائب النقص-{[72990]} فقد رجع آخرها على أولها ، وكان تنزيه الرب سبحانه وتعالى وتنزيه النفس أيضاً غاية معولها{[72991]} - والله الموفق للصواب ، {[72992]}وإليه المرجع والمآب{[72993]} .

ختام السورة:

وقد حث آخرها على التزكي وهو التطهر من الأدناس الذي هو معنى التنزه والتخلق بأخلاق الله بحسب الطاقة ، وكان في إتيانه والتذكير به إعلام بأن الله تعالى لم يهمل الخلق من البيان بعد أن خلقهم لأنه لم يخلقهم سدى ، لأن ذلك من العبث الذي هو من أكبر النقائص وهو سبحانه منزه عن جميع شوائب النقص - فقد رجع آخرها على أولها ، وكان تنزيه الرب سبحانه وتعالى وتنزيه النفس أيضاً غاية معولها - والله الموفق للصواب ، وإليه المرجع والمآب .


[72980]:زيد في الأصل لذلك، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72981]:من ظ و م، وفي الأصل: في.
[72982]:من ظ و م، وفي الأصل: فيها.
[72983]:زيد في الأصل: كانوا، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72984]:زيد من ظ و م.
[72985]:من ظ و م، وفي الأصل: الذكر.
[72986]:من ظ و م، وفي الأصل: التطهير.
[72987]:من ظ و م، وفي الأصل: عن.
[72988]:زيد من ظ و م.
[72989]:من ظ و م، وفي الأصل: التعنت.
[72990]:زيد من ظ و م.
[72991]:في ظ: مقولها.
[72992]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72993]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.