السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ} (19)

ثم بين تلك الصحف وهي المنزلة قبل القرآن بقوله تعالى : { صحف إبراهيم } وقدمه لأنّ صحفه أقرب إلى الوعظ كما نطق به حديث أبي ذر { وموسى } وختم به لأنّ الغالب على كتابة الأحكام والمواعظ فيه قليلة ، ومنها الزواجر البليغة كاللعن لمن خالف أوامر التوراة التي أعظمها البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم وروي عن أبيّ بن كعب «أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كم أنزل الله تعال من كتاب ؟ فقال : مائة وأربعة كتب ، منها على آدم عشر صحف وعلى شيث خمسون صحيفة ، وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثون صحيفة ، وعلى إبراهيم عشر صحائف ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان » . وقيل : في صحف إبراهيم ينبغي للعاقل أن يكون حافظاً للسانه . عارفاً بزمانه ، مقبلاً على شأنه .

ختام السورة:

وعن عائشة قالت : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بعدهما ب { سبح اسم ربك الأعلى } و{ قل يا أيها الكافرون } وفي الوتر ب{ قل هو الله أحد } و{ قل أعوذ برب الفلق } و{ قل أعوذ برب الناس } » .

وقرأ ( الأعلى ) ، ( فسوى ) ، ( المرعى ) ، ( أحوى ) ، ( فلا تنسى ) ، ( وما يخفى ) ، ( من يخشى ) ، ( الأشقى ) ، ( ولا يحيى ) ، ( من تزكى ) ، ( فصلى ) ، ( الدنيا ) ، ( وأبقى ) ، ( الأولى ) ، ( وموسى ) حمزة والكسائي بالإمالة محضة ، وقرأ ورش وأبو عمرو بين بين ، والفتح عن ورش قليل ، أمّا الأعلى الذي ، والأشقى الذي إذا وقف عليهما فالإمالة ، وإن وصلا فلا إمالة والباقون بالفتح . وقرأ : ( الذكرى ) ، ( الكبرى ) ، أبو عمرو والكسائي بالإمالة محضة . وقرأ ورش بين اللفظين والباقون بالفتح .

وقول البيضاوي تبعاً للزمخشري : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة الأعلى أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف أنزله الله تعالى على إبراهيم وموسى ومحمد عليهم السلام » . حديث موضوع .