نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{صُحُفِ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ} (19)

ولما كان ذلك{[72980]} عاماً خص من بينه تعظيماً لقدر هذه الموعظة أعظم الأنبياء الأقدمين ، فقال مبدلاً مشيراً إلى الاستدلال بالتجربة : { صحف إبراهيم } قدمه لأن صحفه أقرب إلى الوعظ كما نطق به حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه { وموسى * } ختم به لأن الغالب على{[72981]} كتابه الأحكام ، والمواعظ فيه قليلة ، ومنها{[72982]} الزواجر البليغة كاللعن لمن خالف أوامر التوراة التي أعظمها البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والإخبار بأنهم{[72983]} يخالفونها كما هو{[72984]} مذكور في أواخرها مع أن ذكر النبيين عليهما الصلاة والسلام على الأصل في ترتيب الوجود والأفضلية ، وقد حث آخرها على التزكي{[72985]} وهو التطهر{[72986]} من الأدناس الذي هو معنى التنزه والتخلق بأخلاق الله بحسب الطاقة ، وكان في إتيانه والتذكير به إعلام بأن الله تعالى لم يهمل الخلق من{[72987]} البيان بعد أن خلقهم-{[72988]} لأنه لم يخلقهم سدى ، لأن ذلك من العبث{[72989]} الذي هو من أكبر النقائص وهو سبحانه منزه عن جميع شوائب النقص-{[72990]} فقد رجع آخرها على أولها ، وكان تنزيه الرب سبحانه وتعالى وتنزيه النفس أيضاً غاية معولها{[72991]} - والله الموفق للصواب ، {[72992]}وإليه المرجع والمآب{[72993]} .

ختام السورة:

وقد حث آخرها على التزكي وهو التطهر من الأدناس الذي هو معنى التنزه والتخلق بأخلاق الله بحسب الطاقة ، وكان في إتيانه والتذكير به إعلام بأن الله تعالى لم يهمل الخلق من البيان بعد أن خلقهم لأنه لم يخلقهم سدى ، لأن ذلك من العبث الذي هو من أكبر النقائص وهو سبحانه منزه عن جميع شوائب النقص - فقد رجع آخرها على أولها ، وكان تنزيه الرب سبحانه وتعالى وتنزيه النفس أيضاً غاية معولها - والله الموفق للصواب ، وإليه المرجع والمآب .


[72980]:زيد في الأصل لذلك، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72981]:من ظ و م، وفي الأصل: في.
[72982]:من ظ و م، وفي الأصل: فيها.
[72983]:زيد في الأصل: كانوا، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72984]:زيد من ظ و م.
[72985]:من ظ و م، وفي الأصل: الذكر.
[72986]:من ظ و م، وفي الأصل: التطهير.
[72987]:من ظ و م، وفي الأصل: عن.
[72988]:زيد من ظ و م.
[72989]:من ظ و م، وفي الأصل: التعنت.
[72990]:زيد من ظ و م.
[72991]:في ظ: مقولها.
[72992]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72993]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.