في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (8)

ثم يرتقون في الدعاء من الغفران والوقاية من العذاب إلى سؤال الجنة واستنجاز وعد الله لعباده الصالحين :

( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ، ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم . إنك أنت العزيز الحكيم ) . .

ودخول الجنة نعيم وفوز . يضاف إليه صحبة من صلح من الآباء والأزواج والذريات . وهي نعيم آخر مستقل . ثم هي مظهر من مظاهر الوحدة بين المؤمنين أجمعين . فعند عقدة الإيمان يلتقي الآباء والأبناء والأزواج ، ولولا هذه العقدة لتقطعت بينهم الأسباب :

والتعقيب على هذه الفقرة من الدعاء : ( إنك أنت العزيز الحكيم )يشير إلى القوة كما يشير إلى الحكمة . وبها يكون الحكم في أمر العباد . .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (8)

{ جنات عدن } أي إقامة ؛ من عدن بالمكان يعدن ويعدن عدنا ، إذا لزمه فلم يبرح منه . ومنه المعدن المعروف لاستقراره في الأرض .

{ ومن صلح من آبائهم . . . } أي وأدخل معهم في جنات عدن هؤلاء ؛ ليكمل سرورهم ، ويتضاعف ابتهاجهم

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (8)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (8)

قوله تعالى : " ربنا وأدخلهم جنات عدن " يروى أن عمر بن الخطاب قال لكعب الأحبار : ما جنات عدن . قال : قصور من ذهب في الجنة يدخلها النبيون والصديقون والشهداء وأئمة العدل . " التي وعدتهم " " التي " في محل نصب نعتا للجنات . " ومن صلح " " من " في محل نصب عطفا على الهاء والميم في قوله : " وأدخلهم " . " ومن صلح " بالإيمان " من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " وقد مضى في " الرعد " {[13360]} نظير هذه الآية . قال سعيد بن جبير : يدخل الرجل الجنة ، فيقول : يا رب أين أبي وجدي وأمي ؟ وأين ولدي وولد ولدي ؟ وأين زوجاتي ؟ فيقال إنهم لم يعملوا كعملك ، فيقول : يا رب كنت أعمل لي ولهم ، فيقال أدخلوهم الجنة . ثم تلا : " الذين يحملون العرش ومن حوله " إلى قوله : " ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " . ويقرب من هذه الآية قوله : " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " [ الطور : 21 ] .


[13360]:راجع ج 9 ص 312 طبعة أولى أو ثانية.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (8)

قوله : { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ } يسألون الله أن يدخل المؤمنين المتقين جنات عدن . وهي دار النعيم الدائم والإقامة الأبدية { وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } يسألون الله أن يدخل الجنة مع المؤمنين ، من كان صالحا من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم . وذلك من الصلاح وهو الإيمان بالله إيمانا صحيحا صادقا مقترنا بصالح الأعمال والطاعات . ومن كان كذلك فقد صلح لدخول الجنة . وتلكم هي غاية السعادة والهناء والحبور ، وهي أن يفوز المرء بالجنة حيث الإقامة الأبدية السَّرْمَدِية ومعه أهله وأحباؤه الصالحون من الوالدين والزوجات والأولاد . لا جرم أن هذا هو الفوز الأكبر والقرار الأعظم الكريم .

قوله : { إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } يعني القوي القاهر الذي لا يُغْلَب ، والحكيم في أقواله وأفعاله وتدبيره .