الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (8)

ثم قال تعالى : { ربنا وأدخلهم جناب عدن التي وعدتهم } ، أي : ويقولون يا ربنا وأدخل{[59426]} هؤلاء الذين تابوا عن الشرك جنات إقامة .

قال كعب : جناب عدن : قصور من ذهب في الجنة يدخلها النبيئون والصديقون والشهداء ، وأئمة العدل{[59427]} .

ثم قال تعالى : { ومن صلح من آبائهم } أي : وأدخل جنات عدن من صلح من آباء هؤلاء التائبين وأزواجهم وذرياتهم .

قال قتادة : يدخل الرجل الجنة فيقول أين أبي ؟ أين أمي ؟ أين ولدي ؟ أين زوجتي{[59428]} ؟ فيقال{[59429]} : لم يعملوا مثل عملك ، فيقول : كنت أعمل لي ولهم ! فيقال : أدخلوهم الجنة ، ثم قرأ : { جناب عدن التي وعدتهم } الآية{[59430]} .

وقوله : { إنك أنت العزيز الحكيم } أي : العزيز في انتقامك من أعدائك ، الحكيم في تدبير{[59431]} خلقك .


[59426]:(ح): أدخل.
[59427]:انظر: جامع القرطبي 15/295، والمهذب 117.
[59428]:(ح): زوجي.
[59429]:(ت): فيقول.
[59430]:انظر: جامع البيان 24/30. ونسب القرطبي في جامعة هذا إلى ابن جبير 15/296.
[59431]:(ح): تدبيرك.