فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (8)

{ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ } أي إقامة ، معطوف على قوله قهم ووسط الجملة الندائية لقصد المبالغة بالتكرير ، ووصف جنات عدن بأنها هي { الَّتِي وَعَدْتَهُمْ } إياها { وَ } أدخل { مَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } المراد بالصلاح هنا الإيمان بالله والعمل بما شرعه الله ، فمن فعل ذلك فقد صلح لدخول الجنة ، ويجوز عطف ومن صلح على الضمير في وعدتهم ، أي ووعدت من صلح والأولى عطفه على الضمير الأول في وأدخلهم ، لأن الدعاء لهم بالإدخال عليه صريح وعلى الثاني ضمني .

والمعنى ساو بينهم ليتم سرورهم ، قرأ الجمهور بفتح اللام من صلح ، وذرياتهم على الجمع ، وقرأ ابن أبي عبلة بضم اللام ، وقرأ عيسى بن عمر على الإفراد { إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } أي الغالب القاهر الكثير الحكمة الباهرة .