فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (8)

ثم بيّن سبحانه كيفية استغفارهم للمؤمنين ، فقال حاكياً عنهم : { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيء رَّحْمَةً وَعِلْماً } ، وهو بتقدير القول ، أي يقولون ربنا ، أو قائلين : ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً . انتصاب { رحمة } ، و { علماً } على التمييز المحوّل عن الفاعل ، والأصل وسعت رحمتك ، وعلمك كل شيء { فاغفر لِلَّذِينَ تَابُواْ واتبعوا سَبِيلَكَ } أي أوقعوا التوبة عن الذنوب ، واتبعوا سبيل الله ، وهو دين الإسلام { وَقِهِمْ عَذَابَ الجحيم } أي احفظهم منه .