( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، أولئك هم خير البرية ) .
حكم كذلك قاطع لا جدال فيه ولا محال . ولكن شرطه كذلك واضح لا غموض فيه ولا احتيال . إنه الإيمان . لا مجرد مولد في أرض تدعى الإسلام ، أو في بيت يقول : إنه من المسلمين . ولا بمجرد كلمات يتشدق بها الإنسان ! إنه الإيمان الذي ينشئ آثاره في واقع الحياة : ( وعملوا الصالحات ) . وليس هو الكلام الذي لا يتعدى الشفاه ! والصالحات هي كل ما أمر الله بفعله من عبادة وخلق وعمل وتعامل . وفي أولها إقامة شريعة الله في الأرض ، والحكم بين الناس بما شرع الله . فمن كانوا كذلك فهم خير البرية .
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } : أي آمنوا بالإِسلام ونبيه وكتابه وعملوا الصالحات .
{ أولئك هم خير البرية } : أي هم خير الخليقة .
كما أخبر تعالى بأن جزاء من آمن بالله ورسوله ، وعمل بالدين الإِسلامي فأدى الفرائض ، واجتنب النواهي ، وسابق في الخيرات والصالحات ، هؤلاء هم خير البرية ؛ إذ قال تعالى { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم ذكر مستقر من صدق النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال :{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هو خير البرية } يعني خير الخليقة من أهل الأرض . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره : إن الذين آمنوا بالله ورسوله محمد ، وعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ، وأقاموا الصلاة ، وآتُوا الزكاة ، وأطاعوا الله فيما أمر ونهى . { أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيّةِ } يقول : من فعل ذلك من الناس فهم خير البرية . ...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية } فإن كان ( لفظ ) { البرية } مأخوذا من البرء ، فهو يرجع إلى الأصناف جميعا ، وإن كان من البرى ، وهو التراب ، فهو يرجع إلى البشر خاصة ، فيصير كأنه قال : شر أهل البشر من جنسهم ، وخير أهل الخير من جنسهم لأنهم صاروا قادة في الهدى والخير . ...
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :
فيه مبالغات : تقديم المدح ، وذكر الجزاء المؤذن بأن ما منحوا في مقابلة ما وصفوا به ، ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ إن الذين آمنوا } أي أقروا بالإيمان من الخلق كلهم الملائكة وغيرهم { وعملوا } أي تصديقاً لإيمانهم { الصالحات } أي هذا النوع ، ولما كان نعيم القلب أعظم ، قدمه على نعيم البدن إبلاغاً في مدحهم فقال : { أولئك } أي العالو الدرجات { هم } أي خاصة { خير البرية } . ...
محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :
{ أولئك هم خير البرية } أي أفضل الخليقة ؛ لأنهم بمتابعة الحق عند معرفته بالدليل القائم عليه قد حققوا لأنفسهم معنى الإنسانية التي شرفهم الله بها ، وبالعمل الصالح قد حفظوا نظام الفضيلة الذي جعله الله قوام الوجود الإنساني ...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، أولئك هم خير البرية ) .
حكم كذلك قاطع لا جدال فيه ولا محال . ولكن شرطه كذلك واضح لا غموض فيه ولا احتيال . إنه الإيمان . لا مجرد مولد في أرض تدعى الإسلام ، أو في بيت يقول : إنه من المسلمين . ولا بمجرد كلمات يتشدق بها الإنسان ! إنه الإيمان الذي ينشئ آثاره في واقع الحياة : ( وعملوا الصالحات ) . وليس هو الكلام الذي لا يتعدى الشفاه ! والصالحات هي كل ما أمر الله بفعله من عبادة وخلق وعمل وتعامل . وفي أولها إقامة شريعة الله في الأرض ، والحكم بين الناس بما شرع الله . فمن كانوا كذلك فهم خير البرية .
وكذا { خير البرية } : إما على التعميم ، أو خير برية عصرهم . وقد استدل بقراءة الهمز من فضل بني آدم على الملائكة ، وقد مضى في سورة " البقرة " القول فيه{[16268]} . وقال أبو هريرة رضي اللّه عنه : المؤمن أكرم على اللّه عز وجل من بعض الملائكة الذين عنده .
ولما ذكر الأعداء وبدأ بهم ، لأن السياق لذم من جمد مع المألوف وترك المعروف ، أتبعه الأولياء فقال مؤكداً لما للكفار من الإنكار : { إن الذين آمنوا } أي أقروا بالإيمان من الخلق كلهم الملائكة وغيرهم { وعملوا } أي تصديقاً لإيمانهم { الصالحات } أي هذا النوع ، ولما كان نعيم القلب أعظم ، قدمه على نعيم البدن إبلاغاً في مدحهم فقال : { أولئك } أي العالو الدرجات { هم } أي خاصة { خير البرية * } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.