فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ} (7)

ثم بيّن سبحانه حالة الفريق الآخر فقال : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح { أولئك } المنعوتون بهذا { هم خير البرية } أي في عصره صلى الله عليه وسلم ، ولا يبعد أن يكون في مؤمني الأمم السالفة من هو خير منهم .

وعن أبي هريرة قال : أتعجبون من منزلة الملائكة من الله ، والذي نفسي بيده لمنزلة العبد المؤمن عند الله يوم القيامة أعظم من منزلة ملك . واقرأوا إن شئتم { إن الذين آمنوا } الآية .

وعن عائشة قالت : قلت يا رسول الله من أكرم الخلق على الله ؟ قال : يا عائشة أما تقرأين { إن الذين آمنوا } الآية : أخرجه ابن مردويه .

وعن جابر بن عبد الله قال : " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقبل علي فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت { إن الذين آمنوا } الآية ، فكان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا أقبل قالوا : قد جاء خير البرية " أخرجه ابن عساكر .

وعن ابن عباس قال : " لما نزلت هذه الآية قال رسول الله لعلي : هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين " أخرجه ابن مردويه ، وأخرج الضياء عن علي مرفوعا نحوه .

وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا : " عليّ خير البرية " ، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ألا أخبركم بخير البرية ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ؟ قال : رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، كلما كانت هيعة استوى عليه . ألا أخبركم بشر البرية ؟ قالوا : بلى . قال : الذي يسأل بالله ولا يعطي به " أخرجه أحمد .