غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ} (7)

1

قوله { وعملوا الصالحات } مقابلة الجمع بالجمع ، فلا مكلف يأتي بجميع الصالحات ؛ بل لكل مكلف حظ . فحظ الغني الإعطاء ، وحظ الفقير الأخذ . احتج بعضهم بقوله { أولئك هم خير البرية } على تفضيل البشر على الملك ، قالوا : روى أبو هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال : " أتعجبون من منزلة الملائكة من الله ، والذي نفسي بيده لمنزلة العبد المؤمن عند الله يوم القيامة أعظم من ذلك ، وقرأ هذه الآية " . أجاب المنكرون بأن الملك أيضاً داخل في الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، أو المراد بالبرية بنو آدم ؛ لأن اشتقاقها من البرى وهو التراب لا من برأ الله الخلق ، وتمام البحث في المسألة قد سبق في أول البقرة .

/خ8