ثم قال : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات }( {[76972]} ) .
[ أي ]( {[76973]} ) : آمنوا بالله ورسوله من أهل الكتاب وغيرهم وعملوا ( الأعمال )( {[76974]} ) . الصالحات مخلصين الله حنفاء ، أولئك خير من خلق الله .
قال أنس : سمعت رجلا قال للنبيy : يا خير البرية( {[76975]} ) ، فقال النبيy : ذلك إبراهيمy( {[76976]} ) . وقد تعلق من فضل( {[76977]} ) بني آدم على الملائكة( {[76978]} ) { خير البرية } ، وغلط في ذلك ، إنما معناه : خير البرية ممن برأ الله في الأرض من الجن والإنس ، فالملائكة غير داخلين في ذلك ، دليله قوله تعالى حكاية عن إبليس إذا قال لآدم وحواء : { ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين }( {[76979]} ) : أتراه قال لهما : أن تكونا [ دون ]( {[76980]} ) من حالكما ؟ ! فلو كان ذلك ما رغبا في الأكل منها ، وإنما أكلاها طمعا أن يكونا أشرف من حالهما فيكونا ملكين .
وقد قال( {[76981]} ) الله تعلى لنبيه محمدy : { قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك }( {[76982]} ) .
أتراه أمره أن ينفي عن نفسه منزلة جليلة ، أو منزلة دون منزلته ؟ ! بل ما [ نفى ]( {[76983]} ) عن نفسه إلا منزلة رفيعة .
وكذلك قال نوح لقومه : { ولا أقول لكم( {[76984]} ) إني ملك }( {[76985]} ) ، وهو كثير في القرآن ظاهر في فضل الملائكة على بني آدم .
وقال( {[76986]} ) ( في قصة عيسى : { ولا الملائكة المقربونٌ }( {[76987]} ) ، فإنما ذكر الله أنه لا يستنكف عنه )( {[76988]} ) أن يكون( {[76989]} ) عبدا له المسيح ولا من هو أشرف منزلة منه وهو( {[76990]} ) الملائكة المقربون .
وأيضا فإن الملائكة صنف من خلق الله ، وبنو آدم صنف ، فلا يقع التفاضل بين صنفين مختلفين ، وإنما يقع التفاضل بين بعض الصنف وبعض .
[ ولعمري ]( {[76991]} ) ، إن هذه المسألة من المسائل التي يكره للعلماء( {[76992]} ) الكلام ( فيها )( {[76993]} ) ، ولولا ما كثير الكلام فيها ما ذكرتها ، ولكان السكوت عنها أحسن من الكلام ، لأن الله لم يتعبدنا بذلك ، أسأل الله التوفيق والعفو عن [ الزلل ]( {[76994]} ) بمنه وفضله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.