اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمۡ خَيۡرُ ٱلۡبَرِيَّةِ} (7)

وكذا قوله : { خَيْرُ البرية } إما على التعميم ، أو خير برية عصرهم ، وقد استدل بقراءة الهمزة من فضل بني آدم على الملائكة .

وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - : المؤمن أكرم على الله - عزَّ وجلَّ - من بعض الملائكة الذين عنده{[5]} . وقرأ العامة : { خَيْرُ البرية } مقابلاً ل «شرّ » .

وقرأ عامر بن{[60625]} عبد الواحد : «خِيارُ البريَّةِ » وهو جمع «خير » نحو : جِيَاد ، وطِيَاب ، في جمع جيد وطيب ؛ قاله الزمخشريُّ{[60626]} . قال ابن الخطيب{[60627]} : وقدم الوعيد على الوعد ، لأنه كالداء ، والوعد : كالغذاء والدَّواء ، فإذا بقي البدن استعمل الغذاء ، فينتفع به البدن ؛ لأن الإنسان إذا وقع في شدة رجع إلى الله تعالى ، فإذا نال الدنيا أعرض .


[5]:تقدم.
[60625]:ينظر: البحر المحيط 8/495، والدر المصون 6/553.
[60626]:ينظر: الكشاف 4/783.
[60627]:الفخر الرازي 32/48.