في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

وإنهم ليعرضون بعضهم على بعض( يبصرونهم )كأنما عمدا وقصدا ! ولكن لكل منهم همه ، ولكل ضمير منهم شغله . فلا يهجس في خاطر صديق أن يسأل صديقه عن حاله ، ولا أن يسأله عونه . فالكرب يلف الجميع ، والهول يغشى الجميع . .

فما بال( المجرم )? إن الهول ليأخذ بحسه ، وإن الرعب ليذهب بنفسه ، وإنه ليود لو يفتدي من عذاب يومئذ بأعز الناس عليه ، ممن كان يفتديهم بنفسه في الحياة ، ويناضل عنهم ، ويعيش لهم . . ببنيه . وزوجه . وأخيه ، وعشيرته القريبة التي تؤويه وتحميه . بل إن لهفته على النجاة لتفقده الشعور بغيره على الإطلاق ، فيود لو يفتدي بمن في الأرض جميعا ثم ينجيه . . وهي صورة للهفة الطاغية والفزع المذهل والرغبة الجامحة في الإفلات ! صورة مبطنة بالهول ، مغمورة بالكرب ، موشاة بالفزع ، ترتسم من خلال التعبير القرآني الموحي .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

بل وبجميع من في الأرض ، علّه ينجو من العذاب . .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

بل لو يفتدي [ المجرم المستحق للعذاب ] بجميع ما في الأرضِ ثم ينجيه لم ينفعه ذلك .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

{ ومن في الأرض جميعاً } يود لو يفتدي بهم جميعا . { ثم ينجيه } ذلك الفداء من عذاب الله .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

" ومن في الأرض جميعا " أي ويود لو فدي بهم لافتدى " ثم ينجيه " أي يخلصه ذلك الفداء . فلا بد من هذا الإضمار ، كقوله : " وإنه لفسق{[15349]} " [ الأنعام : 121 ] أي وإن أكله لفسق . وقيل : " يود المجرم " يقتضي جوابا بالفاء ، كقوله : " ودوا لو تدهن فيدهنون{[15350]} " [ القلم : 9 ] . والجواب في هذه الآية " ثم ينجيه " لأنها من حروف العطف ، أي يود المجرم لو يفتدى فينجيه الافتداء .


[15349]:راجع جـ 7 ص 74.
[15350]:راجع جـ 230 من هذا الجزء.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

{ ثم ينجيه } الفاعل الافتداء الذي يقتضيه لو يفتدى وهذا الفعل معطوف على لو يفتدى وإنما عطفه بثم إشعارا ببعد النجاة وامتناعها ولذلك زجره عن ذلك بقوله .

{ كلا إنها لظى } .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

ولما كانت هذه الآية في الفدية ، قدم الأبعد عن ذلك فالأبعد من جهة النفع والمعرة . ولما كانت آية عبس في الفرار والنفرة ، قدم الألصق فالألصق ، والأعلق في الأنس فالأعلق .

ولما خص هنا عم فقال : { ومن في الأرض } أي من الثقلين وغيرهم سواء كان فيهم صديق لا صبر عنه ولا بد في كل حال منه أو لا . ولما كان ربما خص ذلك بغيره ، قال محققاً لإرادة الحقيقة في معنى " من " : { جميعاً } .

ولما كان الإنسان تكشف له الأمور هناك أي كشف ، وتظهر له أتم ظهور ، قال تعالى { فبصرك اليوم حديد{[68331]} } فيعلم أنه لا ينجيه من الخطايا المحيطة المحبطة{[68332]} شيء ، دل على الاستبعاد بأداة البعد فقال عاطفاً على " يفتدي " : { ثم ينجيه * } أي ثم يود لو يكون له بذلك نجاة تتجدد له في وقت من الأوقات .


[68331]:- زيد من ظ وم.
[68332]:- من ظ وم، وفي الأصل: المحيطة.