نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

ولما كانت هذه الآية في الفدية ، قدم الأبعد عن ذلك فالأبعد من جهة النفع والمعرة . ولما كانت آية عبس في الفرار والنفرة ، قدم الألصق فالألصق ، والأعلق في الأنس فالأعلق .

ولما خص هنا عم فقال : { ومن في الأرض } أي من الثقلين وغيرهم سواء كان فيهم صديق لا صبر عنه ولا بد في كل حال منه أو لا . ولما كان ربما خص ذلك بغيره ، قال محققاً لإرادة الحقيقة في معنى " من " : { جميعاً } .

ولما كان الإنسان تكشف له الأمور هناك أي كشف ، وتظهر له أتم ظهور ، قال تعالى { فبصرك اليوم حديد{[68331]} } فيعلم أنه لا ينجيه من الخطايا المحيطة المحبطة{[68332]} شيء ، دل على الاستبعاد بأداة البعد فقال عاطفاً على " يفتدي " : { ثم ينجيه * } أي ثم يود لو يكون له بذلك نجاة تتجدد له في وقت من الأوقات .


[68331]:- زيد من ظ وم.
[68332]:- من ظ وم، وفي الأصل: المحيطة.