الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

ثم قال : ( ومن في الارض جميعا ثم ينجيه )[ 14 ] .

أي : ويود لو يفتدي بمن في الأرض جميعا ثم ينجيه ذلك {[70313]} من عذاب الله ، أي : لو وجد إلى ذلك سبيلا من عظيم ما نزل به لفعله {[70314]} .

وجواب " لو " قوله : ( ثم ينجيه ) ، وقيل " ثم " بمعنى الفاء أي : فينجيه {[70315]} ذلك ، فهو مثل قوله ( لو تدهن فيدهنون ) {[70316]} الفاء جواب " لو " .

قال قتادة " ( وفصيلته التي تئويه ) " الأحب " {[70317]} فالأحب ، والأقرب فالأقرب من أهله وعشيرته . . . " {[70318]} قال الخليل {[70319]} : الفصيلة فخذ الرجل من قومه {[70320]} . وقال مجاهد : فصيلته : " قبيلته " {[70321]} . وقال ابن زيد : " عشيرته " {[70322]} وفاعل " ينجيه " محذوف والتقدير : ثم ينجيه ذلك الافتداء ، ودل " يفتدي " على الافتداء {[70323]} .

قال سودة {[70324]} : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحشر الناس حفاة عراة {[70325]} غرلا {[70326]} حتى ألجمهم العرق وبلغ شحم الآذان . قالت : ( قلت ) {[70327]} : واسوءتاه يا رسول الله ، أينظر بعضنا إلى بعض ؟ ! قال {[70328]} رسول الله صلى الله عليه وسلم {[70329]} : شغل الناس ( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) {[70330]} .


[70313]:- ث: كذلك.
[70314]:- انظر المصدر السابق.
[70315]:- ث: أي الأحب فينجيه.
[70316]:- القلم:9.
[70317]:- ث: فالأحب.
[70318]:- جامع البيان 29/75.
[70319]:- هو أبو عبد الرحمن البصري, الخليل بن أحمد بن عمرو الفراهيدي الأزدي النحوي اللغوي الزاهد, أول من اخترع العروض والقوافي روى عن أيوب وعاصم الأحول, وأخذ عنه سيبويه وأصمعي ت:170هـ وقيل 175هـ. انظر: تهذيب الأسماء 1/177 والبَاغة" للفيروزابادي"79, والغاية لابن الجزري1/285, وبغية الوعاة 1/577.
[70320]:- ث: قوله. ولم أجد هذا القول عن الخليل وقد قاله أبو عبيدة في مجازه:2/269.
[70321]:- جامع البيان 29/75, وأخرجه أيضا عن السدي, وتفسير ابن كثير 4/449, والدر 8/282.
[70322]:- جامع البيان 29/282, وأورده في الدر 8/282 عن الضحاك.
[70323]:- انظر إعراب النحاس5/30.
[70324]:-ث: سردة,( تحريف), وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس القرشية, أم المؤمنين, تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد خديجة وهو بمكة, ت:55هـ. انظر: المحبر:77, والتقريب:2/601.
[70325]:- ث: حفاتا عراتا.
[70326]:- " الغُرل: جمع الأغرل: وهو الأقلف’ والغُرلة: القُلفة" وهي التي تقطع من جلدة الذكر وهو موضع الختان" انظر: النهاية لابن الأثير 3/362, وجامع الأصول:10/426.
[70327]:- ساقط من ث.
[70328]:- ث: فقال.
[70329]:- أ: فقال النبي صلى الله عليه وسلم.
[70330]:- أخرجه الطبري في جامع البيان 17/101, والبغوي في المعالم 7/211 عن سودة بألفاظ فيها بعض اختلاف وأقربها إلى ما أورده مكي لفظ البغوي. وهذا الحديث له شواهد في الصحيح من حديث عائشة وابن عباس. انظر: مصابيح السنة3/527 والتذكرة للقرطبي 255, وجامع الأصول 10/424-425, وتفسير ابن كثير 4/505-506, ومجمع الزوائد 10/330-336.