اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ يُنجِيهِ} (14)

و { مَن فِي الأرض } مجرور عطفاً على «بَنِيْهِ » وما بعده ، أي : يودُّ الافتداء بمن في الأرض أيضاً و «حميماً » إما حال ، وإما تأكيد ، ووحد باعتبار اللفظ .

فصل فيما يترتب على معنى «فصيلته » من أحكام

إذا وقف على فصيلته ، أو أوصى لها فمن ادعى العموم حمله على عشيرته ، ومن ادعى الخصوص حمله على الآباء الأدنى فالأدنى ، والأول أكثر في النطقِ ، قاله القرطبي{[57901]} و «تؤويه » تضمه وتؤمنهُ من خوف إن كان به ، { وَمَن فِي الأرض جَمِيعاً } ، أي : ويود لو فدي بهم لافتدى «ثُمَّ يُنجِيْهِ » أي : ويخلصه ذلك الفداءُ ، فلا بُدَّ من هذا الإضمار ، كقوله : { وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ }[ الأنعام : 121 ] أي : وإن أكلهُ لفسقٌ .

وقيل : «يَودُّ المُجرمُ » يقتضي جواباً بالفاء كقوله : { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } .

والجوابُ في هذه الآية «ثُمَّ يُنجِيهِ » لأنَّها من حروف العطف ، أي يودُّ المجرم لو يفتدي ، وينجيهِ الافتداءُ .


[57901]:الجامع لأحكام القرآن 18/186.