في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (4)

4

يخاطب الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] :

( وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك ، وإلى الله ترجع الأمور ) . .

تلك هي الحقائق الكبرى واضحة بارزة ؛ فإن يكذبوك فلا عليك من التكذيب ، فلست بدعاً من الرسل : ( فقد كذبت رسل من قبلك )والأمر كله لله ، وإليه ترجع الأمور ، وما التبليغ والتكذيب إلا وسائل وأسباب . والعواقب متروكة لله وحده ، يدبر أمرها كيف يريد .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (4)

قوله تعالى : " وإن يكذبوك " يعني كفار قريش . " فقد كذبت رسل من قبلك " يعزي نبيه ويسليه صلى الله عليه وسلم وليتأسى بمن قبله في الصبر . " وإلى الله ترجع الأمور " قرأ الحسن والأعرج ويعقوب وابن عامر وأبو حيوة وابن محيصن وحميد والأعمش وحمزة ويحيى والكسائي وخلف ( بفتح التاء ) على أنه مسمى الفاعل . واختاره أبو عبيد لقوله تعالى : " ألا إلى الله تصير الأمور " {[13099]} [ الشورى : 53 ] الباقون " تُرْجَع " على الفعل المجهول .


[13099]:راجع ج 16 ص 54 فما بعد.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (4)

قوله تعالى : { وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ( 4 ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ( 5 ) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } .

هذا تأنيس من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ؛ إذْ يواسيه ويسرِّي عنه كيلا يبتئس بتكذيب قومه المشركين وبصدهم الناس عن دين الله .

والمعنى : إنْ يكذبك هؤلاء المشركون الضالون يا محمد فلا يحزنك ذلك ولا يعظُم عليك ؛ فذلك دأب أمثالهم من الأمم السابقة ، أولئك الذين كفروا بربهم وعصوا رسلهم وصدوا عن سبيل الله . وليس قومك المشركون إلا نظراءَ أولئك الظالمين الفاسقين .

قوله : { وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ } أي أن كل شيء صائر إلى الله ؛ فهو سبحانه وتعالى جامع هؤلاء المشركين وأمثالهم ليوم القيامة ليناقشوا الحساب فيجازيهم ربهم بما عملوا من كفر وجحْدٍ وصد عن سبيله .