مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (4)

{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ } نعى به على قريش سوء تلقيهم لآيات الله وتكذيبهم بها ، وسلى رسوله بأن له في الأنبياء قبله أسوة ولهذا نكر { رُسُل } أي رسل ذوو عدد كبير وأولو آيات ونذر وأهل أعمال طوال وأصحاب صبر وعزم لأنه أسلى له ، وتقدير الكلام وإن يكذبوك فتأس بتكذيب الرسل من قبلك لأن الجزاء يتعقب الشرط ، ولو أجرى على الظاهر يكون سابقاً عليه . ووضع { فَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ } موضع «فتأس » استغناء بالسبب عن المسبب أي بالتذكيب عن التأسي { وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور } كلام يشتمل على الوعد والوعيد من رجوع الأمور إلى حكمه ومجازاة المكذّب والمكذّب بما يستحقانه ، { ترجع } بفتح التاء : شامي وحمزة وعلي ويعقوب وخلف وسهل .