في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (68)

46

( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه ? أليس في جهنم مثوى للكافرين ? ) . .

وهم قد افتروا على الله الكذب بنسبة الشركاء إليه . وهم كذبوا بالحق لما جاءهم وجحدوا به . أليس في جهنم مثوى للكافرين ? بلى وعن يقين !

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (68)

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا } فنسب ما هو عليه من الضلال والباطل إلى اللّه ، { أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ } على يد رسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم .

ولكن هذا الظالم العنيد ، أمامه جهنم { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ } يؤخذ بها منهم الحق ، ويخزون بها ، وتكون منزلهم الدائم ، الذين لا يخرجون منه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (68)

قوله تعالى : " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا " أي لا أحد أظلم ممن جعل مع الله شريكا وولدا وإذا فعل فاحشة قال : " وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها " [ الأعراف : 28 ] . " أو كذب بالحق لما جاءه " قال يحيى بن سلام : بالقرآن وقال السدي : بالتوحيد . وقال ابن شجرة : بمحمد صلى الله عليه وسلم وكل قول يتناول القولين . " أليس في جهنم مثوى للكافرين " أي مستقر وهو استفهام تقرير .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (68)

ولما كان الظلم وضع الشيء في غير محله ، وكان وضع الشيء في موضع لا يمكن أن يقبله أظلم الظلم ، كان فعلهم هذا الذي هو إنزال ما لا يعلم شيئاً ولا يقدر على شيء في منزلة من يعلم كل شيء ويقدر على كل مقدور أظلم الظلم ، فكان التقدير : فمن أظلم منهم في ذلك ، عطف عليه قوله : { ومن أظلم } أي أشد وضعاً للأشياء في غير مواضعها ، لأنه لانور له بل هو في ظلام الجهل يخبط { ممن افترى } أي تعمد { على الله كذباً } أي أيّ كذب كان من الشرك وغيره كما كانوا يقولون إذا فعلوا فاحشة : وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها { أو كذب بالحق } من هذا القرآن المعجز المبين ، على لسان هذا الرسول الأمين الذي ما أخبر خبراً إلا طابقه الواقع { لما } أي حين { جاءه } من غير إمهال إلى أن ينظر ويتأمل فيما جاءه من الأمر الشديد الخطر .

ولما كان التقدير : لا أحد أظلم منه ، بل هو أظلم الظالمين ، فهو كافر ومأواه جهنم ، وكان من المعلوم أنهم يقولون عناداً : ليس الأمر كذلك ، قال إنكاراً عليهم ، ولأن فعلهم فعل المنكر ، وتقريراً لهم لأن همزة الإنكار إذا دخلت على النفي كانت للتقرير ، عدّاً به بمنزلة ما لا نزاع فيه أصلاً : { أليس في جنهم مثوى } أي منزل وموضع إقامة وحبس له وقد ارتكب هذا الكفر العظيم - هكذا كان الأصل ، ولكنه لقصد التعميم وتعليق الفعل بالوصف قال : { للكافرين* } أي الذين يغطون أنوار الحق الواضح ، أو ليس هو من الكافرين ؟ أي إن كلاًّ من المقدمتين صحيح لا إنكار فيه ، ولا ينتظم إنكارهم إلا بإفساد إحديهما ، أما كفره للمنعم بعد إنجائه من الهلاك حيث عبد غيره فلا يسع عاقلاً إنكاره ، وأما كون جهنم تسعة بعد إخبار القادر به فلا يسع مقراً بالقدرة إنكاره ، فالمقدمتان مما لا مطعن فيه عندهم ، فأنتجتا أن مثواه جهنم ، وصار القياس هكذا : عابد غير من أنجاه كافر ، وكل كافر مثواه جهنم ، فعابد غير من أنجاه مثواه جهنم .