اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (68)

قوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِباً } فزعم أن له شريكاً ، والظلم وضع الشيء في غير موضعه فإذا وضعه في موضع لا يمكن ذلك موضعه يكون أظلم ، لأن عدم الإمكان أقوى من عدم الحصول .

قوله : { أَوْ كَذَّبَ بالحق لَمَّا جَاءَهُ } أي بمحمد ، والقرآن لما جاءه { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ } وهذا استفهام تقرير ، كقوله :

4032 - أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطَايَا *** وَأَنْدَى العَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ{[41754]}

والمعنى : أما لهذا الكافر المكذب مأوى في جهنم ؟ .


[41754]:هو من الوافر وهو لجرير بن عطية الخطفي في مدح عبد الملك بن مروان. وقد تقدم.