فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (68)

{ ومن } أي : لا أحد { أظلم ممن افترى على الله كذبا ؟ } وهو من زعم أن لله شريكا { أو كذب بالحق لما جاءه } أي كذب بالرسول الذي أرسل إليه ، أو الكتاب الذي أنزله على رسوله . وقال السدي : بالتوحيد والظاهر شموله لما يصدق عليه أنه حق ، ثم هدد المكذبين وتوعدهم فقال :

{ أليس في جهنم مثوى للكافرين ؟ } أي مكان يستقرون فيه ، والاستفهام للتقرير ، والمعنى أليس يستحقون الاستقرار فيها ؟ وقد فعلوا ما فعلوا لأن همزة الإنكار ، إذا دخلت على النفي صار إيجابا فيرجع إلى معنى التقرير . أو ألم يصح عندهم أن جهنم مثواهم حين اجترأوا مثل هذه الجرأة ؟ ثم لما ذكر حال المشركين الجاحدين التوحيد ، الكافرين بنعم الله ، أردفه بحال عباده الصالحين فقال :