تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ} (68)

الآية68 وقوله تعالى : { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا } قد ذكرنا أن حرف الاستفهام من الله يخرّج على وجهين : على الخبر مرة ، وعلى الإيجاب تارة .

والإلزام [ معناه ] ( {[15877]} ) : اعلموا أن ليس أحد من المفترين أظلم ممن افترى على الله كذبا بالخبر ، أي قد علمتم أن ليس أحد من المفترين أظلم ممن افترى على الله ، إذ قد عرفتم بعقولكم قبح الافتراء والكذب في ما بينكم ؛ فلا كذب ولا افتراء أوحش وأقبح من الافتراء على الله . فكيف افتريتم عليه ، وهو أوحش وأقبح ؟

وقوله تعالى : { أو كذّب بالحق } يحتمل { أو كذّب بالحق } كذّب برسول الله أو بالقرآن الذي عجزوا عن إتيان مثله أو بالتوحيد { أو كذّب بالحق } الذي ظهر صدقه { لما جاءه } .

وقوله تعالى : { أليس بالحق مثوى للكافرين } كأنه يقول : اعلم أن( {[15878]} ) جهنم مثوى للكافرين ، يذكّره على التصبير على أذاهم والتسلي له بما كان يضيق صدره لمكان تركهم الإيمان والإياس منهم .


[15877]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.
[15878]:من م، في الأصل وم: أي.