في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

والجبار المتكبر يتجلى ويتولى الحكم والفصل ، ويقف الملائكة صفا صفا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

ويجيء الله تعالى لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام ، وتجيء الملائكة الكرام ، أهل السماوات كلهم ، صفًا صفا أي : صفًا بعد صف ، كل سماء يجيء ملائكتها صفا ، يحيطون بمن دونهم من الخلق ، وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

{ وجاء ربك } أي أمر ربك وقضاؤه { والملك } أي الملائكة { صفا صفا } صفوفا

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا} (22)

ولما دلت التسوية على مجيء أمر عظيم ، فإن العادة في الدنيا أن الطرق لا تعم بالكنس أو الرش أو التسوية إلا لحضور عظيم كالسلطان ، قال متلطفاً بالمخاطب من أواخر سورة البروج إلى هنا بذكر صفة الإحسان على وجه يفتت أكباد أضداده ، { وجاء ربك } أي أمر المحسن إليك بإظهار رفعتك العظمى في ذلك اليوم الأعظم لفصل القضاء بين العباد بشفاعتك { والملك } أي هذا النوع حال كون الملائكة مصطفين { صفاً صفاً * } أي موزعاً اصطفافهم على أصنافهم كل ، صنف صف على حدة ، ويحيط أهل السماء الدنيا بالجن والإنس ، وأهل كل سماء كذلك ، وهم على الضعف ممن أحاطوا به حتى يحيطوا أهل السماء السابعة بالكل وهم على الضعف من جميع من أحاطوا به من الخلائق ، ومعنى مجيئه سبحانه وتعالى بعد أن ننفي عنه أن يشبه مجيء شيء من الخلق لأنه سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، فإذا صححنا العقد في ذلك في كل ما كان من المتشابه قلنا في هذا إنه مثل أمره سبحانه وتعالى في ظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قدرته وقهره وسلطانه بحال الملك إذا حضر بنفسه فظهر بحضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بظهور عساكره كلها خالية عنه ، فمجيئه عبارة عن حكمه وإظهار عظمته وبطشه وكل ما يظهره الملوك إذا جاؤوا إلى مكان ، وهو سبحانه وتعالى شأنه حاضر مع المحكوم بينهم بعلمه وقدرته ، لم يوصف بغيبة أصلاً أزلاً ولا أبداً ، فحضوره في ذلك الحال وبعده كما كان قبل ذلك من غير فرق أصلاً لم يتجدد شيء غير تعليق قدرته على حسب إرادته بالفصل بين الخلق ، ولو غاب في وقت أو أمكنت غيبته بحيث يحتاج إلى المجيء لكان محتاجاً ، ولو كان محتاجاً لكان عاجزاً ، ولو عجز أو أمكن عجزه في حال من الأحوال لم يصلح للالهية - تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوّاً كبيراً ، وفي تكرير " صفاً " تنبيه على صرف المجيء عن حقيقته وإرشاد إلى ما ذكرت من التمثيل .