19- { فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون } .
أي : لا تستصعبوا البعث من القبور ، فإنما هي صيحة واحدة ، حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية ؛ فيقوم الناس لربّ العالمين .
إن الأمر هين علينا ، فإذا أمرنا بالبعث نفخ الملاك في الصدور ؛ فقام الكفار من القبور ينظرون حولهم متعجبين مما حدث لهم ، فقد كانوا ينكرون البعث ، فإذا بهم يجدونه حقيقة واقعة .
قال تعالى : { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } . [ الزمر : 68 ] .
وقال سبحانه : { وكل أتوه داخرين } . [ النمل : 87 ] .
وقال عز شأنه : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } . [ غافر : 60 ] .
قوله تعالى : { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ ( 19 ) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ ( 20 ) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ( 21 ) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ( 22 ) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ ( 23 ) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ( 24 ) مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ ( 25 ) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } .
يبين الله سرعة أخذه للبشرية . فإذا نُفخ في الصور النفخة الأخرى وهي نفخة البعث والإحياء سارع المكذبون مذعورين إلى الحشر لملاقاة الحساب . وذلك هو قوله : { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } وذلك جواب لشرط مقدَّر ، تقديره : إذا كان ذلك فما هي إلا زجرة واحدة{[3942]} والزجرة تعني الصيحة . ويراد بها النفخة الثانية التي تبعث فيها الخلائق من مراقدها { فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ } أي يُبعثون عقب النفخة الثانية أحياء فينظرون إلى ما قدّموه من سوء الأعمال . أو قاموا من قبورهم فَزعين ينظرون ما هو واقع بهم { وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.