( قل : لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ) . .
وكل ميعاد يجيء في أجله الذي قدره الله له . لا يستأخر لرغبة أحد ، ولا يستقدم لرجاء أحد . وليس شيء من هذا عبثاً ولا مصادفة . فكل شيء مخلوق بقدر . وكل أمر متصل بالآخر . وقدر الله يرتب الأحداث والمواعيد والآجال وفق حكمته المستورة التي لا يدركها أحد من عباده إلا بقدر ما يكشف الله له .
والاستعجال بالوعد والوعيد دليل على عدم إدراك هذه الحقيقة الكلية . ومن ثم فإن أكثر الناس لا يعلمون . وعدم العلم يقودهم إلى السؤال والاستعجال .
{ قل لكم ميعاد يوم لا تستئخرون عنه ساعة ولا تستقدمون } .
إن الساعة أو الموت أو القتل يوم غزوة بدر أو العقوبة التي تصيبكم جزاء كفركم لها ميعاد لا يعلمه إلا الله وإذا جاء هذا الميعاد فلا يتقدم ساعة ولا يتأخر .
قال تعالى : { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } . ( الأعراف : 34 ) .
قال في التفسير المنير : قل لهم يا محمد لكم ميقات معين هو يوم البعث أو القيامة لا يزيد ولا ينقص ولا تتقدمون عنه ولا تتأخرون وهو آت لا محالة وعلمه عند الله لم يطلع عليه أحدا من خلقه . أه .
قال تعالى : { وما نؤخره إلا لأجل معدود*يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد } . ( هود : 104-105 ) .
ولما تبين من سؤالهم أنه لم يكن للاسترشاد وإن هم بالغوا به في التكذيب والاستهزاء بعد الإبلاغ في إقامة الأدلة ، أمره بأن يجيبهم بما يصلح للمعاند من صادع التهديد بقوله : { قل لكم } أي{[56910]} أيها الجامدون الأجلاف الذين لا يجوزون الممكنات ، ولا يتدبرون ما{[56911]} أوضحها من الدلالات ، مع ضعفهم عن الدفاع ، والمغالبة والامتناع { ميعاد يوم } أي لا تحتمل{[56912]} العقول وصف عظمه لما يأتي فيه من العقاب سواء كان يوم{[56913]} الموت أو البعث . ولما كان تعلق النفوس بالمهلة عظيماً ، قال : { لا تستأخرون } أي لا يوجد تأخركم ولا يمكن أن يطلب لحثيث الطلب وتعذر الهرب{[56914]} { عنه ساعة } لأن الآتي به عظيم القدرة محيط العلم ، ولذلك قال : { ولا تستقدمون } أي لا يوجد تقدمكم لحظة فما دونها ولا تتمكنون من طلب ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.