في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

وفي الآية التالية يقرر أن هؤلاء هم أصحاب النار ، ويشير للمؤمنين ليسلكوا طريقا غير طريقهم وهم أصحاب الجنة . وطريق أصحاب الجنة غير طريق أصحاب النار :

( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة . أصحاب الجنة هم الفائزون ) . .

لا يستويان طبيعة وحالا ، ولا طريقا ولا سلوكا ، ولا وجهة ولا مصيرا . فهما على مفرق طريقين لا يلتقيان أبدا في طريق . ولا يلتقيان أبدا في سمة . ولا يلتقيان أبدا في خطة . ولا يلتقيان أبدا في سياسة . ولا يلتقيان أبدا في صف واحد في دنيا ولا آخرة . .

( أصحاب الجنة هم الفائزون ) . . يثبت مصيرهم ويدع مصير أصحاب النار مسكوتا عنه . معروفا . وكأنه ضائع لا يعنى به التعبير !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

20- { لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ } .

أي : لا يستوي الذين : إن نسوا الله فاستحقوا الخلود في النار ، والذين اتقوا الله فاستحقوا الخلود في الجنة .

ونحو الآية قوله تعالى : { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون } . ( الجاثية : 21 ) .

وقوله تعالى : { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } . ( ص : 28 ) .

ثم بيّن عدم استوائهما ، فقال :

{ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ } .

أي : أصحاب الجنة هم الفائزون بكل مطلوب ، الناجون من كل مكروه .

وفي هذا تنبيه إلى أن الناس لفرط غفلتهم وقلة تفكرهم في العاقبة ، وتهالكهم على إيثار العاجلة ، واتباعهم للشهوات الفانية ، كأنهم لا يعرفون الفرق بين الجنة والنار ، وشاسع البون بين أصحابهما ، وأن الفوز لأصحاب الجنة ، فمن حقهم أن يعلموا ذلك بعد أن نبهوا له ، كما تقول لمن عق أباه : هو أبوك ، تجعله كأنه لا يعرف ذلك فتنبهه إلى حق الأبوة الذي يقتضي البر والعطف .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

قوله تعالى : { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } أي في الفضل والرتبة ، { أصحاب الجنة هم الفائزون } أي المقربون المكرمون . وقيل : الناجون من النار . وقد مضى الكلام في معنى هذه الآية في " المائدة " عند قوله تعالى : { قل لا يستوي الخبيث والطيب{[14870]} }[ المائدة : 100 ] وفي سورة " السجدة " عند قوله تعالى : { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون{[14871]} } [ السجدة : 18 ] . وفي سورة " ص " { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار{[14872]} } [ ص : 28 ] فلا معنى للإعادة ، والحمد لله{[14873]} .


[14870]:راجع جـ 6 ص 327.
[14871]:راجع جـ 14 ص 105.
[14872]:راجع جـ 15 ص 101.
[14873]:جملة "والحمد لله" ساقطة من أ.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

ولما تم الدليل على أن حزب الله هم المفلحون لما أيدهم به في{[64159]} هذه الحياة الدنيا من النصر والشدة على الأعداء واللين والمعاضدة للأولياء وسائر الأفعال الموصلة إلى جنة المأوى ، وصرح في آخر الدليل بخسران حزب الشيطان فعلم أن {[64160]}لهم مع{[64161]} هذا الهوان عذاب النيران ، وكان المغرور بعد هذا بالدنيا الغافل عن الآخرة لأجل شهوات فانية وحظوظ زائلة عاملاً عمل من يعتقد أنه لا فرق بين{[64162]} الشقي بالنار والسعيد بالجنة لتجشمه التجرع لمرارات الأعمال المشتملة عليها ، أشج ذلك قوله منزلاً لهم منزلة الجازم بذلك أو الغافل عنه تنبيهاً لهم على غلطهم وإيقاظاً من غفلتهم : { لا يستوي } أي بوجه من الوجوه { أصحاب النار } التي هي محل الشقاء الأعظم { وأصحاب الجنة } التي هي دار النعيم الأكبر لا في الدنيا ولا في الآخرة وهي من أدلة أنه لا يقتل مسلم بكافر .

ولما كان نفي الاستواء غير معلم في حد ذاته بالأعلى من الأمرين ، وكان هذا السياق معلماً بما حفه من القرائن بعلو أهل الجنة ، صرح به في قوله :{ أصحاب الجنة هم } أي{[64163]} خاصة { الفائزون * } المدركون{[64164]} لكل محبوب الناجون من كل مكروه ، وأصحاب النار هم الهالكون في الدارين كما وقع في هذه الغزوة لفريقي المؤمنين وبني النضير ومن والاهم من المنافقين ، فشتان ما بينهما .


[64159]:- من ظ وم، وفي الأصل: من.
[64160]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[64161]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[64162]:- زيد من ظ وم.
[64163]:- وقع في الأصل قبل "هم" والترتيب من ظ وم.
[64164]:- من م، وفي الأصل وظ: المذكورون.