نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

ولما تم الدليل على أن حزب الله هم المفلحون لما أيدهم به في{[64159]} هذه الحياة الدنيا من النصر والشدة على الأعداء واللين والمعاضدة للأولياء وسائر الأفعال الموصلة إلى جنة المأوى ، وصرح في آخر الدليل بخسران حزب الشيطان فعلم أن {[64160]}لهم مع{[64161]} هذا الهوان عذاب النيران ، وكان المغرور بعد هذا بالدنيا الغافل عن الآخرة لأجل شهوات فانية وحظوظ زائلة عاملاً عمل من يعتقد أنه لا فرق بين{[64162]} الشقي بالنار والسعيد بالجنة لتجشمه التجرع لمرارات الأعمال المشتملة عليها ، أشج ذلك قوله منزلاً لهم منزلة الجازم بذلك أو الغافل عنه تنبيهاً لهم على غلطهم وإيقاظاً من غفلتهم : { لا يستوي } أي بوجه من الوجوه { أصحاب النار } التي هي محل الشقاء الأعظم { وأصحاب الجنة } التي هي دار النعيم الأكبر لا في الدنيا ولا في الآخرة وهي من أدلة أنه لا يقتل مسلم بكافر .

ولما كان نفي الاستواء غير معلم في حد ذاته بالأعلى من الأمرين ، وكان هذا السياق معلماً بما حفه من القرائن بعلو أهل الجنة ، صرح به في قوله :{ أصحاب الجنة هم } أي{[64163]} خاصة { الفائزون * } المدركون{[64164]} لكل محبوب الناجون من كل مكروه ، وأصحاب النار هم الهالكون في الدارين كما وقع في هذه الغزوة لفريقي المؤمنين وبني النضير ومن والاهم من المنافقين ، فشتان ما بينهما .


[64159]:- من ظ وم، وفي الأصل: من.
[64160]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[64161]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[64162]:- زيد من ظ وم.
[64163]:- وقع في الأصل قبل "هم" والترتيب من ظ وم.
[64164]:- من م، وفي الأصل وظ: المذكورون.