تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

20- { لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ } .

أي : لا يستوي الذين : إن نسوا الله فاستحقوا الخلود في النار ، والذين اتقوا الله فاستحقوا الخلود في الجنة .

ونحو الآية قوله تعالى : { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون } . ( الجاثية : 21 ) .

وقوله تعالى : { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار } . ( ص : 28 ) .

ثم بيّن عدم استوائهما ، فقال :

{ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ } .

أي : أصحاب الجنة هم الفائزون بكل مطلوب ، الناجون من كل مكروه .

وفي هذا تنبيه إلى أن الناس لفرط غفلتهم وقلة تفكرهم في العاقبة ، وتهالكهم على إيثار العاجلة ، واتباعهم للشهوات الفانية ، كأنهم لا يعرفون الفرق بين الجنة والنار ، وشاسع البون بين أصحابهما ، وأن الفوز لأصحاب الجنة ، فمن حقهم أن يعلموا ذلك بعد أن نبهوا له ، كما تقول لمن عق أباه : هو أبوك ، تجعله كأنه لا يعرف ذلك فتنبهه إلى حق الأبوة الذي يقتضي البر والعطف .