فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (20)

{ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ( 20 ) } .

حب الناس للعاجلة ، وغفلتهم من المصير في الآجلة ، ألهاهم عن العمل لما يسعدهم ، والحذر مما يشقيهم يوم الفصل ، فكان من فضل المولى البر الرحيم أن يبصرهم بذلك ؛ [ وهذا كما تقول لمن عق أباه : هو أبوك- تجعله بمنزلة من لا يعرفه فتنبهه على حق الأبوة الذي يقتضي البر والتعطف ]{[6494]} ؛ فليس قدر المخلدين في السعير كقدر أصحاب النعيم المقيم في دار السلام والتكريم ؛ بل ولا يبلغون شيئا من فضلهم في أولادهم أو في آخرتهم ، مصداقا لوعد الله الحق : { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون }{[6495]} لا يستويان أبدا لا في الدنيا ولا في الآخرة ؛ فإن أهل النعيم هم أهل الرضوان ، وهم أهل القدر والتكريم ، من لدن المولى البر الرحيم .


[6494]:- ما بين العارضتين مقتبس من روح المعاني.
[6495]:- سورة الجاثية. الآية 21.