في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

57

فماذا أنتم فاعلون إذ تبلغ الحلقوم ، وتقفون في مفرق الطريق المجهول ?

ثم يصور الموقف التصوير القرآني الموحي ، الذي يرسم ظلال الموقف كلها في لمسات سريعة ناطقة بكل ما فيه ، وبكل ما وراءه ، وبكل ما يوحيه .

( فلولا إذا بلغت الحلقوم . وأنتم حينئذ تنظرون . ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون ) . .

لنكاد نسمع صوت الحشرجة ، ونبصر تقبض الملامح ، ونحس الكرب والضيق من خلال قوله : ( فلولا إذا بلغت الحلقوم ) . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

75

المفردات :

لولا : حرف يفيد الحث على حصول ما بعده على سبيل الاستحسان أو الوجوب .

الحلقوم : تجويف خلف تجويف الفمّ ، وفيه ست فتحات : فتحة الفم الخلفية ، وفتحتا

التفسير :

83 ، 84- { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ } .

في آيتين سابقتين استفهم منهم استفهاما إنكاريا على تكذيبهم بالقرآن ، وكفرهم بنعمة الله وعدم شكره ، حين قال سبحانه : { أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ * وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } . ( الواقعة : 81-82 ) .

وهنا يتحدّاهم ، ويذكر عجزهم وضعفهم أمام ظاهرة معلومة ، حين تبلغ روح القريب لهم الحلقوم ، ويقترب الموت ، ويظهر العجز والضعف ، ويلتفّ حول الميت أقاربه وأحبابه ينظرون إليه وهو يعالج سكرات الموت ، ولا يستطيعون دفعه عنه ، مما يدلّ على عجز الإنسان ، وأنه مقهور مربوب للقدرة العليا التي تخلق وتوجد ، وتنفخ الروح ، وتميت الميّت ، وتدعو الإنسان على الاعتبار .

قال تعالى : { كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ } . ( القيامة : 26-30 ) .

جاء في التفسير الوسيط للأزهر بتصرف ما يأتي :

والروح : جسم لطيف سار في البدن سريان الماء في العود الأخضر ، وفي حياة الإنسان يتحرك ويدخل ويخرج ، ويقوم ويقعد ، ويأمر وينهى ، ويبيع ويشتري ، فإذا بلغت الروح الحلقوم حان الحين ، وظهر العجز ، ودنا الأجل ، والميت يجود بنفسه ، وأقاربه حوله يشاهدون ما يقاسيه من سكرات الموت وغمراته . أ ه .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

{ فلولا إذا بلغت الحلقوم . . . } توبيخ لهم على تكذيبهم الآيات الدالة على أنهم تحت سلطانه وقهره سبحانه ، من حيث ذواتهم وطعامهم وشرابهم وسائر أسباب معايشهم . أي إن كنتم أيها الجاحدون لآياتنا ، المكذبون لرسولنا ، المنكرون لقدرتنا على سائر شئونكم – غير مربوبين لنا ، ولا مقهورين بسلطاننا ، وكنتم صادقين في اعتقادكم ذلك ؛ فهلا تردون إلى المحتضر روحه إذا بلغت حلقومه ، وشارفت الخروج من جسده ! ؟ وأنتم تشاهدون ما يقاسيه من هول الفزع وسكرات الموت ! وتحرصون كل الحرص على إنجائه منه ؟ ونحن أقرب منكم بعلمنا وقدرتنا ، حيث لا تعرفون كنه حالته ، ولا تفقهون أسبابها الحقيقية ، ولا تقدرون على دفعها . ونحن العالمون بها ، المسيطرون عليها ، النازعون لروحه من هيكلها الجسماني . ولكنكم لا تدركون ذلك لفرط جهالتكم بربكم ؟ وحاصل المعنى : أنكم إن كنتم غير مربوبين كما تقتضيه أقوالكم وأعمالكم ، فمالكم لا ترجعون الروح إلى البدن إذا بلغت الحلقوم ! وتردونها كما كانت بقدرتكم وسلطانكم ! و " لولا " حرف تحضيض بمعنى هلا . و " لولا " الثانية تأكيد لها و " إذا " ظرف لقوله : " ترجعونها " أي تردونها ، وهو جواب الشرطين : " إن كنتم غير مدينين – إن كنتم صادقين " . " غير مدينين " أي غير مربوبين لنا ؛ من دان السلطان الرعية : إذا سامهم وتعبدهم . وجملة " وأنتم تنظرون " حال من فاعل

" بلغت " . وجملة " ونحن أقرب إليه " مستأنفة لتأكيد توبيخهم على صدور ما يدل على سوء اعتقادهم في ربهم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

الحُلقوم : مجرى الطعام .

فماذا أنتم فاعلون إذا بلغت روحُ أحدكم الحلقوم في حال النزاع عند الموت .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

شرح الكلمات :

{ فلولا } : أي فهلاّ وهي للحض على العمل والحث عليه .

{ إذا بغلت الحلقوم } : أي مجرى الطعام وذلك وقت النزع .

المعنى

بعد تقرير النبوة المحمدية وأن القرآن كلام الله وتنزيله عاد السياق الكريم إلى تقرير البعث والجزاء فقال تعالى { فلولا إذا بلغت } أي الروح { الحلقوم } وهو مجرى الطعام .

الهداية

من الهداية :

1- تقرير عقيدة البعث والجزاء .

2- بيان عجز كل الناس أمام قدرة الله تعالى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

{ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ } أي : فهلا إذا بلغت الروح الحلقوم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

قوله عز وجل { فلولا } فهلا . { إذا بلغت الحلقوم } أي : بلغت النفس الحلقوم عند الموت .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

{ فلولا } فهلا { إذا بلغت } الروح { الحلقوم }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

قوله تعالى : " فلولا إذا بلغت الحلقوم " أي فهلا إذا بلغت النفس أو الروح الحلقوم . ولم يتقدم لها ذكر ، لأن المعنى معروف ، قال حاتم .

أماويّ ما يُغني الثراء عن الفتى *** إذا حَشْرَجَتْ يوما وضاق بها الصدر

وفي حديث : ( إن ملك الموت له أعوان يقطعون العروق يجمعون الروح شيئا فشيئا حتى ينتهى بها إلى الحلقوم فيتوفاها ملك الموت ) .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

{ فلولا إذا بلغت الحلقوم } { لولا } هنا عرض والضمير في { بلغت } للنفس لأن سياق الكلام يقتضي ذلك وبلوغها للحلقوم حين الموت والفعل الذي دخلت عليه لولا هو قوله : { ترجعونها } أي : هلا رددتم النفس حين الموت ، ومعنى الآية : احتجاج على البشر وإظهار لعجزهم لأنهم إذا حضر أحدهم الموت لم يقدروا أن يردوا روحه إلى جسده ، وذلك دليل على أنهم عبيد مقهورون .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

ولما أنكر عليهم هذا الإنكار ، وعجب منهم هذا التعجيب في أن ينسبوا لغيره فعلاً أو يكذبوا له خبراً ، سبب عن ذلك تحقيقاً لأنه لا فاعل سواه قوله : { فلولا } وهي أداة تفهم طلباً بزجر وتوبيخ وتقريع بمعنى هل لا ولم لا { إذا بلغت } أي{[62288]} الروح منكم ومن غيركم عند الاحتضار ، أضمرت من غير ذكر لدلالة الكلام عليها دلالة ظاهرة { الحلقوم * } وهو مجرى الطعام في الحلق ، والحلق مساغ الطعام والشراب معروف ، فكان الحلقوم أدنى الحلق إلى جهة اللسان لأن الميم لمنقطع التمام ،


[62288]:- زيد من ظ.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

{ فلولا إذا بلغت الحلقوم }

{ فلولا } فهلا { إذا بلغت } الروح وقت النزع { الحلقوم } هو مجرى الطعام .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

{ فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ ( 83 ) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ( 84 ) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ ( 85 ) }

فهل تستطيعون إذا بلغت نفس أحدكم الحلقوم عند النزع ،

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

قوله تعالى : { فلولا إذا بلغت الحلقوم 83 وأنتم حينئذ تنظرون 84 ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون 85 فلولا إن كنتم غير مدينين 86 ترجعونها إن كنتم صادقين } .

ذلك ضرب من التعجيز والتحدي لأولئك المشركين المكذبين الذين لم تعطف قلوبهم الموعظة ولم تثنهم الآيات والدلائل عن الضلال والشرك والتلبس بالباطل . فقال سبحانه : { فلولا إذا بلغت الحلقوم } لولا ، للتخضيض . يعني ، هلا إذا بلغت الروح الحلقوم حين الاحتضار .