قوله : { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ الحلقوم } .
ترتيب الآية الكريمة : فلولا ترجعونها - أي النَّفس - إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين .
و«لولا » الثانية مكررة للتوكيد{[55126]} قاله الزمخشري{[55127]} .
قال شهاب الدين{[55128]} : فيكون التقدير : فلولا فلولا ترجعونها من باب التوكيد اللفظي ، ويكون «إذا بلغت » ظرفاً ل «تَرْجعُونها » مقدماً عليه ؛ إذ لا مانع منه ، أي فلولا ترجعون النَّفس في وقت بلوغها الحُلْقُوم .
وقوله : { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } .
والتنوين في «حينئذٍ » عوض من الجملة المضاف إليها أي : إذا بلغت الحلقوم ، خلافاً للأخفش ، حيث زعم أن التنوين للصَّرف ، والكسر للإعراب{[55129]} . وقد مضى تحقيقه .
وقرأ العامة : بفتح نون «حينئذ » لأنه منصوب على الظرف ، ناصبه «تنظرون » وعيسى{[55130]} : بكسرها .
وهي مشكلة لا تبعد عن الغلط عليه ، وخرجت على الإتباع لحركة الهمزة .
ولا عرف في ذلك ، فليس بأبعد من قرأ : «الحَمْدِ لله » بكسر الدال لتلازم المتضايفين ، ولكثرة دروهما على الخصوص{[55131]} .
قال المفسرون{[55132]} : معنى الآية فهلا إذا بلغت النفس ، أو الروح الحلقوم ، ولم يتقدم لها ذكر ؛ لأن ذلك معروف .
أمَاويُّ ما يُغْنِي الثَّرَاءُ عن الفَتَى *** إذَا حَشْرَجَتْ يَوْماً وضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ{[55133]}
وفي الحديث : «إنَّ مَلَكَ المَوْتِ لهُ أعْوانٌ يَقْطعُونَ العُرُوق ، ويَجْمَعُونَ الرُّوح شَيْئاً فَشَيْئاً حتَّى ينتهي بها إلى الحُلْقُومِ ، فيتوفَّاها ملكُ الموتِ »{[55134]} .
{ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } أمري وسلطاني .
وقيل : تنظرون إلى الميت لا تقدرون له على شيء .
قال ابن عباس : يريد من حضر من أهل الميِّت ينتظرون متى تخرج نفسه{[55135]} .
ثم قيل : هو رد عليهم في قولهم لإخوانهم : { لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ } [ آل عمران : 156 ] ، فهلاَّ ردوا روح الواحد منهم إذا بلغت الحُلْقُوم .
وقيل : المعنى فهلاَّ إذا بلغت نفس أحدكم الحُلْقُوم عند النَّزْع ، وأنتم حضور أمسكتم روحه في جسده مع حرصكم على امتداد عمره ، وحبكم لبقائه ، وهذا رد لقولهم : { نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدهر } [ الجاثية : 24 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.