غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَوۡلَآ إِذَا بَلَغَتِ ٱلۡحُلۡقُومَ} (83)

1

ثم زاد في توبيخ الإنسان على جحد أفعال الله وآياته . وترتيب الآية بالنظر إلى أصل المعنى هو أن يقال : فلولا ترجعون الأرواح إلى الأبدان إذا بلغت الحلقوم إن كنتم غير مدينين فزاد في الكلام توكيدات منها تكرير { فلولا } التحضيضية لطول الفصل كما كرر قوله { فلا تحسبنهم } بعد قوله { لا تحسبن الذين يفرحون } [ آل عمران :188 ] ومنها تقديم الظرف وهو قوله { إذا بلغت الحلقوم } أي النفس . وإنما أضمرت للعلم بها كقوله

{ ما ترك على ظهرها } [ فاطر :45 ] وإنما قدم الظرف للعناية فإنه لا وقت لكون الإنسان أحوج إلى التصرف والتدبير منه ، ولأنه أراد أن يرتب الاعتراضات عليه .

/خ95