في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِ مَا مَكَرُواْۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ} (45)

21

ويجمل السياق حلقات القصة بعد هذا . وما كان بين موسى وفرعون وبني إسرائيل . إلى موقف الغرق والنجاة : ويقف ليسجل " لقطات " بعد هذا الموقف الأخير . وبعد الحياة :

( فوقاه الله سيئات ما مكروا ، وحاق بآل فرعون سوء العذاب . النار يعرضون عليها غدوا وعشياً ، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) .

وإذ يتحاجون في النار ، فيقول الضعفاء للذين استكبروا : إنا كنا لكم تبعاً ، فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار ? قال الذين استكبروا : إنا كل فيها ، إن الله قد حكم بين العباد . وقال الذين في النار لخزنة جهنم : أدعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب . قالوا : أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات ? قالوا : بلى . قالوا :

( فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) . .

لقد طويت الدنيا ، وعرضت أول صفحة بعدها . فإذا الرجل المؤمن الذي قال كلمة الحق ومضى ، قد وقاه الله سيئات مكر فرعون وملئه ، فلم يصبه من آثارها شيء في الدنيا ، ولا فيما بعدها أيضاً . بينما حاق بآل فرعون سوء العذاب :

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِ مَا مَكَرُواْۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ} (45)

36

المفردات :

حاق : أحاط أو نزل .

التفسير :

45- { فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب } .

فنجى الله هذا المؤمن وحفظه من قوم فرعون ، حيث رغبوا في قتله فحفظه الله منهم ، كما نجى موسى ومن آمن معه ، أما قوم فرعون فقد أهلكهم الله تعالى ، حيث غرقوا وهلكوا وتعرضوا لعذاب الدنيا ، وأشد عذاب الآخرة .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِ مَا مَكَرُواْۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ} (45)

حاق : نزل .

من ثم نجّاه الله من مكرهم ، وأحاط بآل فرعون العذابُ السيّء ،

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِ مَا مَكَرُواْۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ} (45)

ولما تسبب عن نصحه هذا لهم والتجائه إلى ملك الملوك حفظه منهم على عظم الخطر ، قال تعالى مخبراً أنه صدق ظنه { فوقاه الله } أي جعل له وقاية تجنبه منهم بما له سبحانه من الجلال والعظمة والكمال جزاء على تفويضه { سيئات } أي شدائد { ما مكروا } ديناً ودنيا ، فنجاه مع موسى عليه السلام تصديقاً لوعده سبحانه بقوله

{ أنتما ومن اتبعكما الغالبون }[ القصص : 35 ] ولما كان المكر السيء لا يحيق إلا بأهله قال : { وحاق } أي نزل محيطاً بعد إحاطة الإغراق { بآل فرعون } أي كلهم فرعون وأتباعه لأجل إصرارهم على الكفر ومكرهم ، فالإحاطة بفرعون من باب الأولى وإن لم نقل : أن الآل مشترك بين الشخص والأتباع ، لأن العادة جرت أنه لا يوصل إلى جميع أتباع الإنسان إلا بعد إذلاله وأخذه فهو مفهوم موافقة { سوء العذاب * } أي العقوبة المانعة من كل مستعذب ،