اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِ مَا مَكَرُواْۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ} (45)

قوله : { فَوقَاهُ الله سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُواْ } . قال مقاتل : لما قال هذه الكلمات قصدوا قتله فهرب منهم إلى الجبل فطلبوه ، فلم يهتدوا عليه . وقيل : المراد بقوله : فوقاه الله سيئات ما مكروا أنه قصدوا إدخاله في الكفر ، وصرفه عن الإسلام ، فوقاه الله من ذلك . والأول أولى ، لأن قوله بعد ذلك : { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سواء العذاب } لا يليق إلا بالوجْهِ الأول{[48268]} .

وقرأ حمزة وَحِيقَ بكسر الحاء{[48269]} وكذلك في كل القرآن والباقون بالفتح .

قال قتادة : نجا مع مُوسَى ، وكان قِبْطِيًّا . «وَحَاقَ » نزل «بآل فرعون سواء العذاب » الغرق في الدنيا ، والنار في الآخرة{[48270]} .


[48268]:الرازي 27/73.
[48269]:لم أجد هذه القراءة عن حمزة في المتواتر ولا في الشواذ إلا ما حكاه الإمام الرازي في مرجعه السابق.
[48270]:انظر البغوي 6/96 والبحر 7/468.