الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَوَقَىٰهُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِ مَا مَكَرُواْۖ وَحَاقَ بِـَٔالِ فِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ ٱلۡعَذَابِ} (45)

ثم قال تعالى : { فوقاه الله سيئات ما مكروا } أي : فوقى الله المؤمن عقاب سيئات{[59706]} ، كفرهم في الآخرة .

{ وحاق بآل فرعون سوء العذاب } ، أي : حل بهم ذلك ونزل بهم .

وقيل : الهاء في ( فوقاه{[59707]} الله ) تعود على موسى{[59708]} .

ورجوعهما على مؤمن آل فرعون عليه أكثر المفسرين{[59709]} واسم المؤمن حزقيل{[59710]} بن حبال{[59711]} .

رُوي أنه لما خاطبهم بذلك خاف منهم فهرب إلى الجبل فقصده رجلان ليوقعا{[59712]} به المكروه فلم يقدروا عليه .

ثم بين تعالى سوء{[59713]} العذاب ما هو فقال : النار { يعرضون عليها غدوا وعشيا } أي : في قبورهم .

قال قتادة : كان قبطيا من قوم فرعون فآمن{[59714]} . قال : وذكر لنا أنه كان بين يدي موسى يومئذ يسير ويقول{[59715]} أين أمرت{[59716]} يا نبي الله ؟

( فيقول : أمامك فيقول له المؤمن : وهل أمامي{[59717]} إلا البحر ؟ ! فيقول له موسى ) : أما والله ما كذبت ولا كذبت ، ثم يسير ساعة ( ثم يقول ){[59718]} مثل ذلك ويجاوبه موسى بمثل جوابه الأول انتهى إلى البحر فضربه موسى{[59719]} فانفلق اثنى{[59720]} عشر طريقا ، لكل سبط طريق{[59721]} .

وقوله : { وحاق بآل فرعون سوء العذاب } يدل على أن{[59722]} فرعون في أشد ما في العذاب لأن من كان{[59723]} على دينه إذا حل به{[59724]} أشد العذاب فهو أحرى{[59725]} أن يحل عليه أشد من ذلك .


[59706]:في طرة (ت).
[59707]:وقاه.
[59708]:ح: موسى صلى الله عليه وسلم. وانظر: جامع القرطبي 15/318.
[59709]:انظر: جامع البيان 24/46، وجامع القرطبي 15/318.
[59710]:(ح): حرقيل.
[59711]:انظر: الدر المنثور 7/285.
[59712]:(ت): ليواقعا.
[59713]:غير مقروء في (ح).
[59714]:أورد القرطبي هذا القول في جامعه مجهول القائل 15/306.
[59715]:(ت): ويقولون، وغير مقروء في (ح)، والتصويب من جامع اليبان.
[59716]:(ح): أمر.
[59717]:(ت): وهو أمامهم وساقط من (ح)، والتصويب من جامع البيان.
[59718]:(ح): فيقول.
[59719]:(ح): موسى صلى الله عليه وسلم، وكذلك ثبتت صلى الله عليه وسلم لموسى في ثلاث مرات سابقة. [المدقق].
[59720]:(ت): اثنتي.
[59721]:انظر: جامع البيان 24/46.
[59722]:في طرة (ت).
[59723]:(ح): كان له.
[59724]:(ت) عليه (وبه) في طرة ت.
[59725]:(ح): أجرى وهو مكرر.