في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (43)

والذي يعين هذا المعنى هو كلمة رسول . أي مرسل به من عند ربه ، وليس شاعرا ولا كاهنا يقوله من عند نفسه . أو بمساعدة رئي أو شيطان . . إنما هو رسول يقول ما يحمله عمن أرسله . ويقرر هذا تقريرا حاسما ما جاء بعده : ( تنزيل من رب العالمين ) . .

والتعقيب : ( قليلا ما تؤمنون ) . . ( قليلا ما تذكرون ) . . مدلولة نفي الإيمان ، ونفي التذكر . وفق تعبيرات اللغة المألوفة . وفي الحديث في وصف رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] " إنه كان يقل اللغو " . أي لا يلغو أصلا . . فقد نفى عنهم أصل الإيمان وأصل التذكر . وإلا فما يقول مؤمن عن الرسول : إنه شاعر ، ولا يقول متذكر متدبر : إنه كاهن . إنما هما الكفر والغفلة ينضحان بهذا القول النكير !