في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ} (161)

149

ثم يتوجه الخطاب إلى المشركين وما يعبدون من آلهة مزعومة ، وما هم عليه من عقائد منحرفة . يتوجه الخطاب إليهم ، من الملائكة كما يبدو من التعبير :

( فإنكم وما تعبدون ، ما أنتم عليه بفاتنين ، إلا من هو صال الجحيم . وما منا إلا له مقام معلوم . وإنا لنحن الصافون . وإنا لنحن المسبحون ) .

أي إنكم وما تعبدون لا تفتنون على الله ولا تضلون من عباده إلا من هو محسوب من أهل الجحيم ، الذين قدر عليهم أن يصلوها . وما أنتم بقادرين على فتنة قلب مؤمن الفطرة محسوب من الطائعين . فللجحيم وقود من نوع معروف ، طبيعته تؤهله أن يستجيب للفتنة ؛ ويستمع للفاتنين .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَإِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ} (161)

160

المفردات :

بفاتنين : بمضلّين أو مفسدين .

صال الجحيم : داخلها ومُقاس حرّها .

التفسير :

161- 162 ، 163- { فإنكم وما تعبدون * ما أنتم عليه بفاتنين* إلا من هو صال الجحيم } .

وفي هذه الآيات استخفاف بالمشركين ، حيث إنهم لا يستطيعون فتنة مؤمن عن دينه ، ولا إضلال أحد حتى يتبع مذهبهم ، إلا من كان شقيّا في الأصل ، مستعدا للنار والاصطلاء بها بفطرته .

والمعنى :

إنكم أيها الكفار وما تعبدونه من أصنام وأوثان ، أو ملائكة أو جن أو أوهام ، لا تفتنون مؤمنا أو راسخا في الإيمان ، ولا تُضلّون إلا من خلق مستعدا للضلال ، والاصطلاء بنار الجحيم ، وفي هذا المعنى يقول الله تعالى عن الشيطان : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون* إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } . [ النحل : 99 ، 100 ] .

قال النحاس :

أهل التفسير مجمعون فيها علمت على أن المعنى : ما أنتم بمضلين أحدا ، إلا من قدّر الله عز وجل أن يضلّ .