البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ} (161)

والظاهر أن الواو في { وما تعبدون } للعطف ، عطفت ما تعبدون على الضمير في إنكم ، وأن الضمير في عليه عائد على ما ، والمعنى : قل لهم يا محمد : وما تعبدون من الأصنام ما أنتم وهم ، وغلب الخطاب .

كما تقول : أنت وزيد تخرجان عليه ، أي على عبادة معبودكم .

ويجوز أن تكون الواو في { وما تعبدون } بمعنى مع مثلها في قولهم : كل رجل وضيعته .

فكما جاز السكوت على كل رجل وضيعته ، جاز أن يسكت على قوله : { فإنكم وما تعبدون } ، لأن قوله : { وما تعبدون } ساد مسد الخبر ، لأن معناه فإنكم مع ما تعبدون ، والمعنى : فإنكم مع آلهتكم ، أي فإنكم قرناؤهم وأصحابهم لا تبرحون تعبدونهم .