ثم قال تعالى{[57890]} : { فإنكم وما تعبدون ، ما أنتم عليه بفاتنين ، إلا من هو صال الجحيم } أي : فإنكم أيها المشركون وما تعبدون من الآلهة ما أنتم على ما تعبدون من ذلك بفاتنين أي : بمضلين من أحد إلا من هو صال الجحيم ، أي : أي من سبق له في علم الله أنه يضل فيدخل النار .
وقيل : " عليه " في قوله " ما أنتم عليه " بمعنى له هذا كله معنى قول ابن عباس والحسن/ وقتادة والسدي وابن زيد{[57891]} .
والتقدير عند جميعهم : لستم تضلون أحدا إلا من سبق في علم الله أنه من أهل الشقاء وأهل النار .
وفي هذه الآية رد على القدرية لأن الضلال والهدى كل بمشيئة الله{[57892]} وقضائه{[57893]} خلق هؤلاء للجنة وهؤلاء للشقاء فالشياطين لا تضل إلا من كتب الله عليه أنه لا يهتدي . فأما من تقدم له في علم الله{[57894]} الهدى فإنه تعالى يحول بينهم وبينه{[57895]} فلا يصلون إلى إضلاله{[57896]} .
قال عمر بن عبد العزيز{[57897]} : لو أراد الله أن لا يعصي لم يخلق إبليس وإنه لبين{[57898]} في كتاب الله{[57899]} في آية علمها من علمها وجهلها من جهلها ثم قرأ { فإنكم وما تعبدون ، ما أنتم عليه بفاتنين ، إلا من صال الجحيم }{[57900]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.