في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

ولقد كنت فقيرا فأغنى الله نفسك بالقناعة ، كما أغناك بكسبك ومال أهل بيتك [ خديجة رضي الله عنها ] عن أن تحس الفقر ، أو تتطلع إلى ما حولك من ثراء !

ثم لقد نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعقائد ، منحرفة السلوك والأوضاع ، فلم تطمئن روحك إليها . ولكنك لم تكن تجد لك طريقا واضحا مطمئنا . لا فيما عند الجاهلية ولا فيما عند أتباع موسى وعيسى الذين حرفوا وبدلوا وانحرفوا وتاهوا . . ثم هداك الله بالأمر الذي أوحي به إليك ، وبالمنهج الذي يصلك به .

والهداية من حيرة العقيدة وضلال الشعاب فيها هي المنة الكبرى ، التي لا تعدلها منة ؛ وهي الراحة والطمأنينة من القلق الذي لا يعدله قلق ؛ ومن التعب الذي لا يعدله تعب ، ولعلها كانت بسبب مما كان رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يعانيه في هذه الفترة ، من انقطاع الوحي وشماتة المشركين ووحشة الحبيب من الحبيب . فجاءت هذه تذكره وتطمئنه على أن ربه لن يتركه بلا وحي في التيه وهو لم يتركه من قبل في الحيرة والتيه !

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

{ ووجدك عائلا } فقيرا لا مال لك فأغناك بمال خديجة رضي الله عنه ثم بالغنائم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

قوله تعالى : { ووجدك عائلا فأغنى }

أي فقيرا لا مال لك . " فأغنى " أي فأغناك بخديجة رضي اللّه عنها ، يقال : عال الرجل يعيل عيلة : إذا افتقر . وقال أحيحة بن الجلاح :

فما يَدْرِي الفقيرُ متى غِنَاهُ *** وما يدري الغني متى يَعِيلُ

أي يفتقر . وقال مقاتل : فرضاك بما أعطاك من الرزق . وقال الكلبي : قنعك بالرزق . وقال ابن عطاء : ووجدك فقير النفس ، فأغنى قلبك . وقال الأخفش : وجدك ذا عيال . دليله " فأغنى " . ومنه قول جرير :

الله أنزلَ في الكتاب فريضةً *** لابن السبيل وللفقير العائلِ

وقيل : وجدك فقيرا من الحجج والبراهين ، فأغناك بها . وقيل : أغناك بما فتح لك من الفتوح ، وأفاءه عليك من أموال الكفار . القشيري : وفي هذا نظر ؛ لأن السورة مكية ، وإنما فرض الجهاد بالمدينة .

وقراءة العامة " عائلا " . وقرأ ابن السميقع " عيلا " بالتشديد ، مثل : طيب وهين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

ولما كان العيال يمنعون من التفرغ لعلم أو غيره قال : { ووجدك } أي حال كونك { عائلاً } أي ذا عيال لا تقدر على التوسعة عليهم أو فقيراً ، قال ابن القطاع : عال الرجل : افتقر ، وأعال : كثر عياله . { فأغنى * } بما جعل لك من ربح التجارة ثم من كسب الغنائم وقد أفهم ذلك أن الناس أربعة أقسام : منهم من وجد الدين والدنيا ، ومنهم من عدمهما ، ومنهم من وجد الدين لا الدنيا ، ومنهم من وجد الدنيا لا الدين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَوَجَدَكَ عَآئِلٗا فَأَغۡنَىٰ} (8)

قوله : { ووجدك عائلا فأغنى } أي كنت فقيرا ذا عيال فأغناك الله بالرزق الحلال .