تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

بل يقال لهم : { لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } أي : لو زاد ما قلتم أضعاف أضعافه ما أفادكم إلا الهم والغم والحزن .

لما بين جزاء الظالمين ناسب أن يذكر جزاء المتقين فقال :

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

{ لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد{[21421]} عن أنس بن مالك ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أول من يُكسَى حُلَّةً من النار إبليس ، فيضعها على حاجبيه ، ويسحبها منْ خَلْفه ، وذريته من بعده ، وهو ينادي : يا ثبوراه ، وينادون : يا ثبورهم . حتى يقفوا على النار ، فيقول : يا ثبوراه . ويقولون : يا ثبورهم . فيقال لهم : لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا ، وادعوا ثبورا كثيرا " .

لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، ورواه ابن أبي حاتم ، عن أحمد بن سِنَان ، عن عفان ، به : ورواه ابن جرير ، من حديث حماد بن سلمة به{[21422]}

وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : { لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا } أي : لا تدعوا اليوم ويلا واحداً ، وادعوا ويلا{[21423]} كثيرا .

وقال الضحاك : الثبور : الهلاك .

والأظهر : أن الثبور يجمع الهلاك والويل والخسار والدمار ، كما قال موسى لفرعون : { وَإِنِّي لأظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا } [ الإسراء : 102 ] أي : هالكا . وقال عبد الله بن الزبَعْرى :

إذْ أجَاري الشَّيطانَ في سَنَن الغ*** يِّ ، وَمنْ مَالَ مَيْلَهُ{[21424]} مَثْبُورُ{[21425]}


[21421]:- في هـ ، ف ، أ "علي بن يزيد" والصواب ما أثبتناه من المسند (3/252).
[21422]:- المسند (3/152) وتفسير الطبري (18/141).
[21423]:- في ف ، أ : "بلاءا".
[21424]:- في أ : "مثله".
[21425]:- البيت في السيرة النبوية لابن هشام (2/419).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

{ لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا } أي يقال لهم ذلك . { وادعوا ثبورا كثيرا } لأن عذابكم أنواع كثيرة كل نوع منها ثبور لشدته ، أو لأنه يتجدد لقوله تعالى { كلما نضجت جلودكم بدلناها جلودا غيرها ليذوقوا العذاب } أو لأنه لا ينقطع فهو في كل وقت ثبور .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لَّا تَدۡعُواْ ٱلۡيَوۡمَ ثُبُورٗا وَٰحِدٗا وَٱدۡعُواْ ثُبُورٗا كَثِيرٗا} (14)

جملة : { لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً } إلى آخرها مقولة لقول محذوف ، أي يقال لهم ، ووصف الثبور بالكثير إما لكثرة ندائه بالتكرير وهو كناية عن عدم حصول الثبور لأن انتهاء النداء يكون بحضور المنادَى ، أو هو يأس يقتضي تكرير التمني أو التحسر .