ثم ذكر عموم علمه ، فقال : { يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } أي : من السرائر والظواهر ، والغيب والشهادة . { وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } أي : بما فيها من الأسرار الطيبة ، والخبايا الخبيثة ، والنيات الصالحة ، والمقاصد الفاسدة ، فإذا كان عليمًا بذات الصدور ، تعين على العاقل البصير ، أن يحرص ويجتهد في حفظ باطنه ، من الأخلاق الرذيلة ، واتصافه بالأخلاق الجميلة .
القول في تأويل قوله تعالى : { يَعْلَمُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللّهُ عَلِيمُ بِذَاتِ الصّدُورِ } .
يقول تعالى ذكره : يعلم ربكم أيها الناس ما في السموات السبع والأرض من شيء ، لا يخفى عليه من ذلك خافية وَيَعْلَمُ ما تُسِرّون أيها الناس بينكم من قول وعمل وَما تُعْلِنُونَ من ذلك فتظهرونه وَاللّهُ عَلِيمٌ بذَاتِ الصّدُورِ يقول جلّ ثناؤه : والله ذو علم بضمائر صدور عباده ، وما تنطوي عليه نفوسهم ، الذي هو أخفى من السرّ ، لا يعزب عنه شيء من ذلك . يقول تعالى ذكره لعباده : احذَروا أن تسرّوا غير الذي تعلنون ، أو تضمروا في أنفسكم غير ما تُبدونه ، فإن ربكم لا يخفى عليه من ذلك شيء ، وهو محص جميعه ، وحافظ عليكم كله .
ثم تدرج القول إلى أخفى من ذلك وهو جميع ما يقوله الناس في سر وفي علن ، ثم تدرج إلى ما هو أخفى ، وهو ما يهجس بالخواطر ، وذات الصدور : ما فيها من خطرات واعتقادات كما يقال : " الذئب مغبوط بذي بطنه " {[11137]} ، كما قال أبو بكر رضي الله عنه : إنما هو ذو بطن خارجة ، و { الصدور } هنا عبارة عن القلب ، إذ القلب في الصدر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.