تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (4)

الآية 4 وقوله تعالى : { يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون } في إخباره عن علمه بذلك كله إيجاب المراقبة والتيقظ والتبصر والمحافظة على ما أمره الله تعالى ، ونهاه . وفي هذا إخبار أن الله تعالى مطلع على ما تضمرون مخف عليكم جميع ما تظهرون ، فاحذروا أن ترتكبوا ما فيه سخطه في الحالين جميعا ، والله المستعان .

وقوله تعالى : { والله عليم بذات الصدور } قال أهل التفسير : أي بما في الصدور . ويحتمل أن يكون المراد منه بالأنفس التي لها الصدور ، وكل من كان ذا فكره وتدبيره{[21328]} فإنه يسمى [ من ]{[21329]} ذات الصدور .

ومعناه أن التدبير إنما يصدر عن ذلك الموضع ، ويرجع إليه ، وكل بني آدم خصوا بهذا المعنى . فلذلك ذكر هذا فيهم ، والله أعلم .


[21328]:الهاء ساقطة من الأصل وم
[21329]:ساقطة من الأصل وم