اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (4)

قوله : { يَعْلَمُ مَا فِي السماوات والأرض وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ } . تقدم نظيره .

قال ابن الخطيب{[56863]} : إنه - تعالى - نبَّه بعلمه ما في السماوات وما في الأرض ، ثم بعلمه ما يسرونه وما يعلنونه ثم بعلمه ما في الصدور من الكليات والجزئيات على أنه لا يخفى عليه شيء في السماوات والأرض ألبتة .

ونظيره قوله : { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السماوات وَلاَ فِي الأرض } [ سبأ : 3 ] .

وقرأ العامّة : بتاء الخطاب في الحرفين .

وروي عن أبي عمرو وعاصم{[56864]} : بياء الغيبة ، فيحتمل الالتفات وتحمل الإخبار عن الغائبين .

{ والله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور } فهو عالم الغيب والشهادة لا يخفى عليه شيء{[56865]} .


[56863]:التفسير الكبير 30/21.
[56864]:ينظر: البحر المحيط 8/274، والدر المصون 6/325.
[56865]:ينظر: القرطبي 18/89.