السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَيَعۡلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعۡلِنُونَۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (4)

{ يعلم } أي : علمه حاصل في الماضي والحال والمآل { ما } أي : كل شيء { في السماوات } أي : كلها { والأرض } كذلك { ويعلم } أي : على سبيل الاستمرار { ما تسرون } أي : تخفون { وما تعلنون } أي : تظهرون من الكلمات والجزئيات { والله } أي : الذي له الإحاطة التامة { عليم } أي : بالغ العلم { بذات } أي : صاحبة { الصدور } من الأسرار والخواطر التي لم تبرز في الخارج سواء كان صاحب الصدر قد علمها أم لا ، وعلمه لكل ذلك على حد سواء لا تفاوت فيه بين علم الخفي وعلم الجلي نبه بعمله ما في السماوات والأرض ، ثم يعلم ما يسره العباد ويعلنونه ، ثم بعلمه ذوات الصدور إن شيئاً من الجزئيات والكليات غير خافٍ عليه ، ولا عازب عنه ، ولا يجترئ على شيء مما يخالف رضاه ، وتكرير العلم في معنى تكرير الوعيد ، وكل ما ذكره بعد قوله : { فمنكم كافر ومنكم مؤمن } كما ترى في معنى الوعيد على الكفر ، وإنكار أن يعصى الخالق ولا تشكر نعمته .